في أول عرض عالمي له، يشارك فيلم فلسطين 36 للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر ضمن عروض "الجالا" في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، مقدّمًا دراما تاريخية تدور أحداثها في عام 1936 خلال الثورة الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني، ومطالب الاستقلال التي غيّرت وجه المنطقة.
من حلم طويل إلى واقع سينمائي
تصف جاسر الفيلم بأنه "أصعب مغامرة في حياتها"، موضحة أنها لطالما حلمت بإنتاج عمل يتناول تلك الحقبة المفصلية، ولكن من زاوية إنسانية حميمية. تقول: "القصة تتبع مجموعة من الأشخاص يجد كل منهم نفسه في موقف لم يختره، بينما يخيّم عليهم شيء أعظم بكثير مما يدركون". وتضيف: "صناعة هذا الفيلم في عام مليء بالعنف والدم كان تحديًا هائلًا، لكنه وُلد من الحب والتعاون."
القصة: ما بين الريف والقدس المشتعلة
يتتبع الفيلم شخصية يوسف، الذي يتنقل بين قريته الريفية ومدينة القدس التي تعصف بها الاضطرابات، بينما تتصاعد الثورة الفلسطينية ضد البريطانيين، ويتزايد تدفّق اللاجئين اليهود الفارّين من الفاشية الأوروبية. وفي ظل هذه الظروف، تتجه المنطقة إلى لحظة تصادم حاسمة، تُهدّد وجود الإمبراطورية البريطانية وتُعيد تشكيل الجغرافيا السياسية.
إنتاج مشترك وتمويل واسع
الفيلم هو إنتاج دولي مشترك بين فلسطين، بريطانيا، فرنسا، الدنمارك، قطر، السعودية، والأردن، وتتولى شركة MAD Distribution توزيعه في العالم العربي. شارك في إنتاجه شركات مثل أفلام فلسطين، كورنيش ميديا، إم كي برودكشنز، سنو غلوب، وبطيخة بيكتشرز. أما تمويله، فجاء من جهات عالمية عديدة، أبرزها معهد الفيلم البريطاني، BBC Film، صندوق البحر الأحمر، مؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق الأردن للأفلام، إلى جانب دعم من مؤسسات عربية وأوروبية أخرى.
طاقم دولي وأسماء بارزة
يضم الفيلم طاقمًا دوليًا رفيع المستوى، من أبرزهم:
جيرمي آيرونز (Kingdom of Heaven)
هيام عباس (Succession)
كامل الباشا (قضية رقم 23)
صالح بكري (أزرق القفطان)
ياسمين المصري
جلال الطويل
ظافر العابدين
روبرت أرامايو (Nocturnal Animals)
بيلي هاول (Dunkirk)
كما يقدّم الفيلم وجوهًا شابة مثل: ورد حلو، ورد عيلبوني، يافا بكري، وكريم داوود عناية.
آن ماري جاسر: رائدة السينما الفلسطينية
آن ماري جاسر هي واحدة من أبرز صُنّاع السينما الفلسطينية المعاصرة. قدّمت أكثر من 16 فيلمًا، عُرضت في مهرجانات عالمية مثل كان، برلين، فينيسيا، وتورونتو. كانت أول مخرجة فلسطينية تقدم فيلمًا روائيًا طويلاً (ملح هذا البحر – 2007)، وأتبعت ذلك بأعمال لافتة مثل لما شفتك وواجب. كما أسست شركة "أفلام فلسطين" وتُعرف بدعمها للجيل الجديد من المخرجين العرب.