عادت نادين الراسي إلى سابق تألقها. تفتح الستارة عن دور ملؤه الجاذبية والجمال والفن.
مشاركتها في "عرابة بيروت" بشخصية مي وضعتها في تحدي النجاح وكسبت منذ إطلالتها الأولى، ليست مجرد ممثلة عادية بل طرحت نفسها كمغنية تغني أغاني الزمن الجميل من فرانك سنترا " love me baby" إلى مارلين مونرو.
مبهرة نادين فيما تقدم من دور يتخلله الظلم في البيت ومع زوج انتهازي بنفسية قواد. تعيش الانفصام بين حالتين، حالة الأم والمرأة المصانة والمحصنة في بيتها التقليدي، وبين عملها في علب الليل مغنية يسكر عند صوتها وطلتها رجال المتعة والمال.
شخصية موجوعة ومتألمة وبنفس الوقت عليها أن تتسلح بالفرح والمتعة، لأن عملها يفرض عليها ذلك. ونادين تؤدي دور الصعوبة لشخصية يؤكل حقها في البيت والمجتمع وتعنف وتهان وتستغل.
لم يعنون "عرابة بيروت" نادين الراسي كبطلة للعمل، لكنها كان بطلة بحضورها وابداعها في التقليد، ولبس ما ليس لها من شخصيات تقمصتها، لتظهر كنسخة أصلية في عالم الفن.
حضورها المبهر وتأليف دورها كفنانة حقيقية في الغناء والأداء جعلها نجمة العمل وبطلته حتى ولو كان المرمى في هذا الإطار ليس لها. لكنها قادرة أن تنتزع مكانتها كفنانة توسع لها الساحات لمجرد أن تطل.
تقليدها لمارلين مونرو بالثوب الأحمر القاني البراق والشعر الأشقر توجها فنانة أبعد من التمثيل، بل فنانة تقليد لا يقف في دربها عائق أو صعوبة.
نادين المفطورة على الفن قادرة أن تسلط الأضواء نحوها لمجرد أن تطل في أي عمل. و"عرابة بيروت" أعادها إلى ساحتها ممتلئة بالإبهار والحيوية والصوت.
دعست نادين الراسي دعستها الصلبة فيما تقدم وأعادت زمن نجاحها في أجمل إطار.
فهي التي بدأت في مجال الكوميديا وبرعت، ثم في الدراما وكانت بطلة استثنائية، واليوم في التقليد والغناء والسطوع والتمثيل أعادت عقارب الساعة نحو مجدها الأول الذي لم ينساه المشاهدون، فانتظروا نجمتهم لتطل عليهم في حلة الأحمر والأشقر والفن الكامل الصافي.
نادين الراسي لو لبست الفن في حياتها دون أي شيء آخر قادرة أن تكون ممثلة تتفوق على كل من في كارها. وتحكي قصة مجدها الذي تتقنه بامتياز.