لم يتوقف البعض عن جلد بيسان إسماعيل بعد حفلها في بيروت، متناسين أنّ الفنانة الشابة لا تزال في مقتبل العمر، وتفتقر إلى الخبرة في التعامل مع المسرح، فضلًا عن غياب الأغنيات الخاصة التي تملأ بها فراغ الساعتين في حفل حضره المئات.
تجربة أولى على المسرح الكبير
غنّت، وارتجف صوتها لشدة الرهبة، وحاولت التغلّب على خوفها، وكان الحفل، كلّما تقدّم، يمنحها مساحات من الثقة. هي التي حققت ملايين المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي، وحملت على كتفيها مسؤولية تفوق طاقتها، ووقفت أمام جمهور محب، وآخر جاء ليتربّص بأخطائها؛ أخطاء تقع في صفوف كبار النجوم، فما بالك بشابة لا تملك أي خبرة بعد على المسرح.
خوف مشروع ونقد قاسٍ
البعض راهن على أنّ بيسان بعد حفلة بيروت لن تكون كما قبلها، بعدما ارتجف صوتها، فصوّر بعضهم لحظة الارتجاف ليعمّم الصورة على الحفل بمجمله، ويقول: "ليست أكثر من نجمة تيك توك وبلاي باك".
في المقابل، عذر آخرون خوفها وارتباكها، وذكّروا بالفنانة الكبيرة ماجدة الرومي، التي استأذنت جمهورها عندما التصقت بالبيانو قائلة: "عم يرجفوا إجريي من الخوف.. معليه، هلأ بصير منيحة"... حدث هذا مع الكبيرة ماجدة فما بالك بفنانة شابة؟
مسرح أكبر من أرشيفها
بعيدًا عن الدفاع عن بيسان أو إدانتها، بدا واضحًا أنّها لم تكن جاهزة بعد للوقوف على المسرح، إذ أنها تحتاج إلى تدريبات مكثفة، كما أنّ أرشيفها لا يسعفها لإحياء حفلة خاصة. كان من الأفضل لو شاركت في حفل يضم مجموعة فنانين بفقرة مختصرة، أو الانتظار حتى يصبح لديها أرشيف خاص بها بدل أن تكون الحفلة مجرد إعادة لأغاني غيرها بدا واضحاً أنها لم تتمرّن على أدائها كفايةً.
كان على بيسان أن تفكّر بصعود السلم درجة درجة؛ إذ إن الوصول إلى القمة على مواقع التواصل لا يعني بالضرورة التأهّل لحفل منفرد على مسرح كبير.
يبقى على بيسان أن تأخذ على محمل الجد الانتقادات، بعيداً عن حملة التجريح التي قادها البعض لأسباب مشبوهة، وأن تستفيد من أخطاء حفلها دون أن تكبّلها هذه الأخطاء وتعيقها عن مواجهة الجمهور، خصوصًا أنها اجتازت الاختبار الأهم، اختبار القبول وهي تملك من الكاريزما ما يؤهلها لتكون نجمة في المستقبل.