في الذكرى الخامسة لرحيل الفنانة شويكار، نستعرض مسيرة واحدة من أبرز نجمات الفن المصري، والتي امتدت من طفولة مليئة بالتقلبات إلى قمة النجومية على خشبة المسرح وشاشة السينما.
النشأة والجذور
وُلدت شويكار إبراهيم أحمد شكري إبراهيم طوب صقال في 4 نوفمبر 1938. ويعود لقب "طوب صقال" إلى رتبة عسكرية عثمانلية حصل عليها جدها إبراهيم، الذي نال تقديراً خاصاً من الخديوي بمنحه 200 فدان في الشرقية. عاشت شويكار طفولة وُصفت بأنها سعيدة في بدايتها، قبل أن تشهد تحولات جذرية غيّرت مسار حياتها.
صدمة الطفولة وفقدان الأم
كانت الصدمة الأولى لشويكار وهي في السادسة من عمرها عندما تركت والدتها المنزل فجأة، بعد ليلة مؤثرة شاهدتها فيها تبكي بحرقة. غابت الأم، وتعرض شقيقها لحادث صادم مع سيارة لوري إنجليزية، مما جعل شويكار تتحمل مسؤولية أكبر من عمرها. لاحقاً، تمكنت من لقاء والدتها وقضت معها ثلاثة أسابيع سعيدة، قبل أن تعود إلى منزل والدها لتكتشف وجود زوجة جديدة له.
المدرسة وروح التمرد
التحقت شويكار بمدرسة "نوتردام" الداخلية، حيث مُنعت والدتها من التواصل معها بأوامر والدها. ورغم شقاوتها ومواقفها المتمردة، كانت متفوقة دراسياً وتحصد المركز الأول على فصلها، باستثناء مرة واحدة. انضمت لفريق التمثيل المدرسي وتألقت فيه، لكنها اعتبرته آنذاك مجرد هواية.
الزواج المبكر واليتم الجديد
بعد حصولها على التوجيهية، تزوجت من حسن نافع، المحاسب القانوني، الذي اصطحبها لأول مرة إلى السينما. أنجبت منه ابنتها "منة الله"، لكن حياتها انقلبت مجدداً بوفاة زوجها بعد أشهر قليلة، لتصبح أرملة في السابعة عشرة من عمرها، مسؤولة عن طفلة وهي ما تزال في عمر المراهقة.
أولى خطوات الاستقلال
قررت شويكار الاعتماد على نفسها، فالتحقت بالعمل في شركة "شل" في قسم العلاقات العامة براتب 20 جنيهاً. لكن محمود السباع، قريب العائلة، نصحها بترك الوظيفة والانضمام إلى فرقة "أنصار التمثيل" مقابل 10 جنيهات أسبوعياً.
الانطلاقة الفنية
كانت مسرحية "حبر على ورق" أول تجربة لها على خشبة المسرح. تصف شويكار تلك الليلة بأنها كانت بمثابة ميلاد جديد لها، حيث خط اسمها طريقه إلى الصحف، لتبدأ رحلة طويلة جعلتها إحدى أهم نجمات الفن في مصر والعالم العربي.