حضرت أصالة إلى بيروت كفاتحة متوجة بعرش الفن وحب الناس، في حفل لا يُنسى في "الفوروم دو بيروت".
جاءت أصالة والدمع يملأ العيون، ووهج الأزرق يضيء أمسية لقاء انتظرته بيروت وأصالة بعد ما يقارب ثلاثة عقود.
تألقت أصالة باللون الأزرق الداكن النيلي، لون البحر ولون الصدق، تعبيراً عن روحانية اللقاء بعد الغياب.
كريغور جابوتيان صمم ثوب العودة
صمّم كريغور جابوتيان خصيصاً لأصالة ثوب العودة إلى بيروت، قائلاً عن رحلة هذا التصميم الذي يحمل رسالة:
"تخيّلت عودتها كعودة بيروت نفسها، بزرقة بحرها الذي لا يهدأ، وصلابة شعبها الذي لا ينكسر. تخيّلت عودة الفن… إلى حيث وُلد الفن. فصممت ما يليق ببهاء هذه اللحظة".
ملكة متوجة بدرع وصولجان
موج الأزرق النيلي طغى على كل شيء جميل في تلك الليلة. ليلة الغناء والفن حملتها أصالة في حضورها، مؤكدة أن بيروت لا تشبه أي مدينة، بل هي مدينة البدايات والرسوخ والاستمرار.
أصالة جدّدت عهدها في عودتها كملكة متوجة بصولجان وهيبة رومانية، بفستان يرفل كموج البحر، وشعر مرفوع كملكات الأمس، وكورسيه معدني يشدّ الخصر كأنثى حاكمة لا محكومة.
التصميم الذي ابتكره كريغور جابوتيان من الحرير النيلي الكثيف في كل طياته، جاء على الكتف بثنايا وانفراجات، وعلى الخصر بكورسيه معدني كدرع المحاربات المنتصرات مزخرف بالأحجار الكريمة يشده بقوة. أما على طول القامة، فالحرير يتطاير كالريح ويلف الأجواء بسحر الأناقة الملوكية.
إطلالة مهيبة بتسريحة تاجية
أما الإطلالة فجاءت مهيبة بتلك الجديلة المرفوعة فوق الرأس، كحاكمة حنونة توزّع الأمل والنغم وتغني لمدينة طال الغياب عنها. أبدع مصفف الشعر فاتشيه نازاريت في رفع الشعر وتزيينه بإكسسوار ماسي، فبدت التسريحة كتاج متوَّج بالجواهر.
مجوهرات معتقة في خزائن الزمن
أما المجوهرات فلم تكن عادية ولا من هذا العصر، بل معتقة في خزائن الزمن كحُلي الملكات، صمّمها كريستيان بونجا.
وجه مغسول بالرونق والمشاعر
لم يكن مكياج أصالة سوى وجه يفيض بالرونق والمشاعر التي ارتسمت على ملامحها، فاتسم بالدفء والطابع الشرقي من خلال مكياج دخاني فوق العينين، وأحمر شفاه بلون بيج-وردي زاهٍ، وبودرة خدود برونزية.
هكذا جاء حضور أصالة إلى بيروت كعودة الابنة إلى أمها، وتكريس بيروت مدينةً للفن تُعمّد الفنانين بالمجد والجمال والحب.