في حفل جماهيري أحيته أصالة نصري الأسبوع الماضي في بيروت، عادت الفنانة السورية لتلتقي بجمهورها بعد سنوات من الغياب، محاولةً إعادة بناء علاقة متوترة طبعتها مواقف وتصريحات أثارت جدلاً واسعاً. تاريخ أصالة مع بيروت مليء بالتصريحات المثيرة للجدل، الاعتذارات، والتوقيفات في المطار، التي رسمت صورة معقدة لعلاقة فنية وجماهيرية شائكة بين الفنانة والمدينة.
موازين 2012: البداية المثيرة للجدل
كانت شرارة الجدل في مهرجان "موازين" عام 2012، حين أهدت أصالة أغنية "خلي هالطابق مستور" لمن أسمتهم "جيراننا" في إشارة إلى لبنان. كلماتها لم تمر مرور الكرام، وأثارت غضباً واسعاً بين اللبنانيين الذين اعتبروا التعبير إساءة لسمعة بلدهم الذي كان داعماً أساسياً لمسيرتها الفنية.
أصالة سارعت لاحقاً إلى الاعتذار بخط يدها، مؤكدة أن عتبها كان موجهاً لفئة محددة من الإعلاميين والفنانين والمثقفين من سوريا ولبنان، الذين لم يناصروا "ثوار سوريا". في رسالتها، قالت:
"لو كان هناك ميزان للقلوب لما كان هناك ما يوازن محبتي وافتخاري بلبنان وشعبه، شعب لبنان هو أب الثوار وبيروت سيدة الكرامة."
2013: بلد الجريمة المنظمة وتصعيد جديد
في شباط/فبراير 2013، خلال حديث لها من الدوحة، وصفت أصالة بيروت بأنها "بلد الجريمة المنظمة"، ما أثار حملة هجوم جديدة من الصحافة اللبنانية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي. بررت موقفها لاحقاً بأن تصريحاتها كانت موجّهة لفئة محددة "تحالفت مع الشيطان ووقفت ضد الضمير والإنسانية"، مؤكدة أنها لم تقصد كل اللبنانيين.
رغم هذه التصريحات، لم تمنع الظروف أصالة من العودة لاحقاً إلى بيروت لتصوير حلقات برنامج "أكس فاكتر"، في محاولة للحفاظ على تواصلها مع جمهورها رغم الجدل الكبير.
توقيفها في مطار بيروت عام 2014
في 26 كانون الأول/سبتمبر 2014، أوقفت السلطات أصالة في مطار بيروت استجابة لدعوى قضائية من النظام السوري تتهمها بإهانة الدولة ودعم جماعات إرهابية، إضافة إلى اتهامها بالعمالة لإسرائيل. تم احتجازها لساعة قبل أن يتدخل وزير العدل اللبناني ويعيد إليها جواز سفرها، مؤكداً أن التوقيف كان سياسياً وأن لبنان لن يكون أداة بيد النظام السوري.
كانت أصالة يومها في زيارة إلى بيروت للمشاركة في برنامج "ستار أكاديمي" حيث غنت بعد توقيفها "بحبك يا لبنان" وأثارت موجة من التعاطف.
توقيفها للمرة الثانية عام 2017
لم تتوقف المواقف المثيرة للجدل عند هذا الحد، ففي عام 2017، أوقفت أصالة مرة أخرى بعد العثور على نحو غرامين من مخدر الكوكايين في حقيبتها أثناء مرورها بنقطة تفتيش في مطار رفيق الحريري الدولي. تم تحويلها إلى القضاء المختص، ونفت أي علاقة لها بالمادة المخدرة، وأطلقت السلطات سراحها بكفالة بعد خضوعها للفحوص المخبرية.
العودة: محاولة لإعادة العلاقة
عادت أصالة إلى بيروت وأحيت حفلها الجماهيري الأول، محاولةً فتح صفحة جديدة مع جمهورها بعيداً عن الجدل القديم، وإعادة العلاقة التي لطالما كانت متوترة ومعقدة بين الفنانة والمدينة.
تاريخ أصالة مع بيروت لم يكن وردياً، تصريحاتها المثيرة للجدل والاعتذارات المتكررة، إلى جانب الوقوف أمام القضاء، تشكل نموذجاً لعلاقة فنية شائكة تتقاطع فيها السياسة، الإعلام، والجمهور الذي يبدو أنه صفح عن فنانة يدرك أنها في أعماقها تحبه رغم زلات لسانها.