في شهادة نادرة للكاتب الصحفي الكبير محمد التابعي، كشف عن واحدة من أكثر الحكايات الغريبة في تاريخ الحرب العالمية الثانية، تتعلق بالنجميْن الأبرز في مصر والعالم العربي آنذاك: أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب.
السلطات البريطانية – بحسب التابعي – فكرت جديًا في خطف "كوكب الشرق" و"موسيقار الأجيال" إذا ما اضطرت للانسحاب من مصر، لتأخذهما معها "طوعًا أو كرهًا".
الدافع وراء هذه الخطة لم يكن فنيًا بالطبع، بل دعائيًا بحتًا. فقد كانت بريطانيا تخشى أن تقع أصوات أم كلثوم وعبدالوهاب تحت سيطرة الدعاية الألمانية، إذ يكفي – كما يقول التابعي – أن يعلن راديو القاهرة أن أحدهما سيغني مساءً، حتى يتسابق العالم العربي كله إلى الاستماع للإذاعة، التي كان الألمان يسعون للسيطرة عليها.
وهو ما اعتبرته لندن خطرًا حقيقيًا في حرب الدعاية، حيث يمكن لصوت غنائي واحد أن يحرك ملايين المستمعين، ويغير اتجاهات الرأي العام في المنطقة.
بهذا، تتحول قصة أم كلثوم وعبدالوهاب من مجرد تاريخ فني، إلى ورقة سياسية ودعائية كادت أن تجعل منهما هدفًا لعملية "خطف" من قوة استعمارية كبرى.