صادف اليوم 6 أيلول/سبتمبر عيد ميلاد فؤاد المهندس، وفي هذه المناسبة نستعرض محطات من حياته. يُعد فؤاد المهندس واحدًا من أبرز نجوم الكوميديا في مصر والوطن العربي، إذ ترك بصمة لا تُمحى في المسرح والسينما والإذاعة. وُلِد عام 1924 ليكون الذكر الوحيد لوالده بين شقيقتين هما صفية ودرية، في بيت غلبت عليه الأجواء الهادئة حتى قدومه.
ميلاد أشبه بالفرح
يحكي فؤاد أنّ ميلاده كان بمثابة "فرح" لأسرته، إذ ظل لسنوات سبعة الابن المدلّل الوحيد الذي تُلبّى رغباته سريعًا. لكن هذا الوضع تغيّر عندما وُلد شقيقه الأصغر سامي، فشعر بالغيرة والقلق من "الوافد الجديد" الذي هدّد عرشه الطفولي. ويروي أنّه هرع إلى والده مدعيًا أن شقيقه يسيء إليه، فما كان من والده إلا أن جارى خياله قائلاً: "معلش يا حبيبي.. أنا هقوم دلوقتي أكسر له رقبته".
تقليد مبكر وصوت مميز
امتلك الطفل فؤاد موهبة فريدة في التقليد، إذ كان قادرًا على محاكاة أي شخصية بعد دقائق قليلة. ويقول عن نفسه: "كان التقليد لعبتي.. أقلد أبي لأمي وأمي لأبي، فأحصل على مصروف مضاعف". هذه الموهبة صقلها والده، مفتش اللغة العربية، الذي اعتاد أن يلقي على مسامعه المقطوعات الأدبية ويعلّمه كيفية إلقائها وتمثيل معانيها. ومع الوقت، نسي المحفوظات وبقي المسرح والتمثيل.
ذكريات الدراسة
دخل فؤاد المدرسة في سن صغيرة، وكان جاره "عسكري الدورية" يصحبه يوميًا مقابل أجر شهري. ويروي المهندس أنّ العسكري كان يطل من بوابة البيت صارخًا: "هو الواد فؤاد لسه ما راحش المدرسة؟"، مما كان يفزعه فيُبلل ثيابه، فتغيّرها أمه على عجل قبل أن يسلمه للشاويش الذي يجرّه إلى المدرسة. ومنذ ذلك اليوم ارتبط التعليم في ذهنه بالنفور. أنهى فؤاد دراسته الثانوية بنسبة نجاح بلغت 43%، فعاد ليعيد المحاولة أملاً في تحقيق حلم والده بالالتحاق بكلية الطب. لكن المجموع لم يُسعفه، فالتحق بكلية التجارة بدلاً منها.
بداية على خشبة المسرح
في الجامعة، أنشأ فؤاد فرقة مسرحية خاصة اعتراضًا على الطابع الكئيب للعروض التي كانت تقدّمها فرقة الكلية. ورغم محاولته خوض الدراما الجادة في مسرحية "فيوليت"، إلا أنّ الموقف انقلب إلى كوميديا عندما دخل بملابسه الرومانية قائلاً: "هأنذا يا سيدتي"، فانفجر الجمهور ضاحكًا. حاول البحث في ملابسه عن شيء يبرّر الضحك، لكنه لم يجد، فهرب من خشبة المسرح وسط صرخات المخرج: "يا ولد.. يا فؤاد.. ارجع يا فؤاد".
اختيار الكوميديا طريقًا
منذ تلك اللحظة، اتخذ فؤاد المهندس قرارًا حاسمًا: أن يكرّس حياته للكوميديا فقط. ومع مرور السنوات، أصبح واحدًا من أهم الممثلين الكوميديين الذين شهدتهم مصر، وارتبط اسمه بروائع فنية خالدة في المسرح والسينما والإذاعة، جعلت منه أيقونة في تاريخ الفن العربي.