شهدت السجادة الحمراء في مهرجان البندقية السينمائي الدولي هذا العام لحظات لافتة، كان أبرزها ظهور النجمة التركية ميليس سيزين بإطلالتين أثارتا الكثير من الجدل والانقسام بين الجمهور ونقّاد الموضة. ما بين الجرأة الفنية والابتذال، تساءل كثيرون: هل تخطّت ميليس الحدود أم أنها فرضت أسلوبها الخاص بقوة وثقة؟
الإطلالة الأولى: فستان دانتيل شفاف يشعل النقاش
في أول ظهور لها، اختارت ميليس سيزين فستانًا يجمع بين التوب الشفاف المصنوع من الدانتيل الأسود المطرز بتفاصيل بارزة، مع تنورة طويلة ضيقة باللون الأسود، أُكملت بحزام عريض بتفاصيل برتقالية. التصميم الجريء كشف الكثير من قوامها، خاصة أن الشفافية كانت العنصر الطاغي في الإطلالة، مما جعلها محط أنظار وعدسات المصورين منذ اللحظة الأولى.
رغم أن البعض وصف الإطلالة بأنها مبتكرة وجريئة على طريقة عروض الأزياء الراقية، إلا أن كثيرين رأوا أنها غير مناسبة لأجواء مهرجان سينمائي يركز على الفن والسينما أكثر من العروض الاستعراضية.
الإطلالة الثانية: فستان أبيض ضيق ومكشوف الظهر يثير الانتقادات
لم تكتفِ ميليس بالإطلالة الأولى، بل عادت بإطلالة ثانية أكثر جرأة، حيث ارتدت فستانًا أبيض ضيقًا للغاية يتميز بقصّة خلفية مكشوفة بالكامل تقريبًا، مع قماش ناعم يبرز تفاصيل الجسم بشكل واضح. الإطلالة من الأمام بدت بسيطة وكلاسيكية، لكن من الخلف تحولت إلى عرض مثير للجدل، دفع البعض لوصفها بأنها أقرب إلى الابتذال منها إلى الجرأة الراقية.
ورغم أن تسريحة الشعر والمكياج نالا استحسانًا من بعض متابعي الموضة، فإن التصميم ذاته لاقى انتقادات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى الكثيرون أن الفستان يكشف أكثر مما يليق بسجادة مهرجان سينمائي عريق.
تحليل شامل: ما الذي أرادت ميليس سيزين أن تقوله من خلال هذه الإطلالات؟
من خلال اختيارها لقطعتين مختلفتين جذريًا في القماش والقصّة، لكن موحدتين في الرسالة الجريئة والصادمة، يبدو أن ميليس سيزين كانت تهدف إلى إثبات حضورها كوجه جديد في عالم الموضة العالمية، ولو من خلال كسر التقاليد واستفزاز القواعد. إلا أن التوازن بين الجرأة والرقي بدا غائبًا، ما جعل الكثيرين يشككون في نجاح هذه الإطلالات كخيار أنيق يليق بمنصة فنية راقية.
هل نجحت ميليس سيزين في لفت الأنظار؟
من المؤكد أن النجمة التركية نجحت في إثارة الجدل وتحقيق حضور قوي إعلاميًا، لكن التحدي الحقيقي يبقى في تحقيق التوازن بين الابتكار الجريء والذوق الرفيع، خصوصًا على منصات عالمية بحجم مهرجان البندقية، حيث تتداخل الموضة مع الفن، ويُنظر إلى الإطلالات كجزء من هوية النجم ورسالة حضوره.