في زوايا الأشرفية القديمة، حيث يلتقي عبق التاريخ بروح بيروت المتجددة، وُلدت سابين غانم، الشابة اللبنانية التي حملت في قلبها تراثاً شرقياً غنياً، وصاغته بلمسة فنية معاصرة لتصبح اليوم اسماً لامعاً في عالم المجوهرات الراقية.
ابنة المدينة التي لا تنام، تربّت سابين على وقع القصص التي تختبئ خلف كل حجر من أحجار بيروت، وعلى أناقة متجذّرة في ثقافة مدينتها. لكنها لم تكتفِ بأن تكون شاهدة على الجمال، بل قرّرت أن تصنعه. ومع شغفها بالفن والتصميم، درست تصميم المجوهرات في سويسرا، وبدأت مسيرتها في لندن حيث أطلقت علامتها الخاصة "Sabine G." عام 2011.
هوية مشرقيّة في قالب عالمي
ما يميّز أعمال سابين ليس فقط دقّة الصناعة أو فرادة التصاميم، بل تلك اللمسة الشرقية الواضحة التي تجعل من كل قطعة رواية صغيرة. تمزج في مجوهراتها بين الرموز الكلاسيكية والتأثيرات الثقافية الغنية، فتستخدم الأحجار الكريمة، المينا الملوّن، والرموز المستوحاة من الحضارة الإسلامية والمسيحية، لتقدّم تصاميم تحاكي الذوق الرفيع وتهدي كل قطعة هوية خاصة بها.
امرأة من زمن بيروت الجميل
رغم الحياة التي تعيشها اليوم في لندن، حيث تدير أعمالها وتربي عائلتها مع زوجها رجل الأعمال جوزيف غيتي (من عائلة غيتي المعروفة)، لا تزال سابين تحمل بيروت في قلبها. تطلّ في مقابلاتها بحنين واضح إلى مدينتها، وتؤكّد دوماً أن بيروت، بتاريخها وثقافتها، هي مصدر إلهام لا ينضب.
ابنة الشرق تدعم القضايا الإنسانية
بنشأة بين الشرق والغرب، اكتسبت سابين وعياً مركّباً بثقافات المنطقة وتعقيداتها، وشجاعة في مواجهة الصور النمطية التي تُفرض على العرب، مؤكدة: "الشرق الأوسط الذي أعرفه هو شرق سلام وتعايش."
بعيداً عن تصميم المجوهرات، تستخدم سابين منصتها للدفاع عن القضايا الإنسانية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، رغم التحديات والمقاومة التي واجهتها حتى في أوساط الموضة. وتقول: "أنا لست مجرد ملهمة. أنا امرأة بصوت وجذور."
إنجازات جديدة في السينما والأزياء
اليوم، تشارك كمنتجة تنفيذية في فيلم "صوت هند رجب" المشارك في مهرجان البندقية، وتستعد لإطلاق علامتها الجديدة Innerwear، لتضيف بُعداً آخر لمسيرتها المتعددة.