TRENDING
محاولة اغتيال منيرة المهدية التي كادت تهز مصر

في بدايات القرن العشرين، لم تكن منيرة المهدية مجرد مطربة، بل أيقونة فنية وسياسية، تحمل لقب "سلطانة الطرب" وتتمتع بمكانة جعلتها محط أنظار الجمهور والسلطة على حد سواء. لكن هذه المكانة نفسها كادت تودي بحياتها في واحدة من أخطر محاولات الاغتيال التي عرفها الوسط الفني.


العمدة الذي تحول إلى خصم

القصة بدأت حينما عرض عمدة قرية حبه على منيرة المهدية. كانت وقتها في قمة مجدها، تجمع بين الشهرة والثراء والجمال. رفضها لذلك العرض لم يمر مرور الكرام، فقد اعتبره العمدة إهانة لسطوته ونفوذه، فحوّل عاطفته المرفوضة إلى رغبة في الانتقام الدموي.


مؤامرة تُحاك في الخفاء

خطط العمدة لجريمة كبيرة: جمع الخارجين عن القانون من قريته، إلى جانب رجال يدينون له بالولاء، ثم توجه بهم إلى القاهرة. هناك، حجز جميع مقاعد الصفين الأول والثاني في مسرح منيرة المهدية، ليجعل من حفلتها الفنية ساحة دماء معدّة سلفاً.


لحظة الحقيقة

في تلك الليلة، وبينما كانت الحفلة تمضي، لاحظ مدير فرقة منيرة همساً وحركات مريبة بين الحضور في الصفوف الأولى. بدت الريبة واضحة، فسارع بإبلاغ الشرطة، التي حضرت فوراً وراقبت المتآمرين قبل أن تتحرك لإلقاء القبض عليهم.


انهيار المؤامرة وإجراءات حاسمة

أمام التحقيق، انهار المتهمون واعترفوا بأنهم جاؤوا لتنفيذ أوامر العمدة بقتل المطربة الشهيرة. الفضيحة دوّت في أروقة وزارة الداخلية، التي تحركت بسرعة، فعزلت العمدة من منصبه وأحالته للمحاكمة، ليصبح عبرة في تاريخ شهد صراعاً بين النفوذ والنجومية.


أثر الواقعة

محاولة اغتيال منيرة المهدية لم تكن مجرد حادثة فنية، بل كشفت عن حجم التوتر بين السلطة المحلية والنفوذ الاجتماعي الذي امتلكته "سلطانة الطرب". لتبقى القصة شاهداً على مرحلة امتزج فيها الفن بالسياسة، وصار المسرح نفسه ميداناً للصراع.