TRENDING
مشاهير العرب

"غالية علينا يا بلدنا": شيرين عبد الوهاب تغني للعودة وتلمّ شتات الذاكرة


عادت شيرين عبد الوهاب توزع صوتها على محبيها من بوابة الغناء للوطن والغربة القسرية التي تحن للرجوع.

طرحت شيرين اغنيتها الجديدة "غالية علينا يا بلدنا"، صوت يعيد فتح المكانة التي هُجرت. وعاد النغم يصدح في أروقتها. فصوت شيرين قادر على تلميع الأماكن المهجورة والغائبة وقادر أن ينفض عنها غبار الوحشة ويعيد ترتبيها بالصوت الجميل.


من "بتمنى أنساك" إلى "غالية علينا": عامٌ من الصمت يكسره الحنين

أغنية الوطن بصوت شيرين بعد غياب أكثر من عام على أخر اصدار لها في عام 2024 ألبوم "بتمنى انساك" تتمة لمسيرة بدأت من فوق بصوت كبير يصعب تخطيه ويصعب نسيانه ويصعب خنقه.

لم تعد شيرين بأغنية حب عادية بل عادت بأغنية تضم تحت جناحها كل الوطن واقفة عند ضفاف النيل تناجيه وتحن له. اغنية الغربة والعودة والرجوع إلى الأصل مهما كان البعد بعيداً. تقول:

"غالية علينا يا بلادنا

ما اتحملش بعادنا

خدنا عليكي وخادنا

نرجع مهما بعدنا

ونسنا في ناسنا

والأيام الحلوة

في ليلنا ونيلنا

لا ماتهونش العشرة"

صاغت شيرين عودتها بأغنية الرجوع بعد غربة، عودة لحضن البلد والناس والعشرة التي لا تهون. صوت يرمم كل فقدان وكل خذلان. صوت ساحر يصعب كتمانه ويصعب الاستخفاف به.

تعاون يعيد بناء شيرين الأصيلة: الكلمة واللحن والصدق

تعاونت شيرين في هذه الاغنية مع احبائها التي طالما قدمت أعمالاً فنية معهم الشاعر تامر حسين والملحن عمرو مصطفى والموزع توما وميكس هاني محروس.

هذا الرباعي الذهبي، الذي يعرف جيدًا كيف يُلبس صوت شيرين ما يليق به من ألحان وكلمات وتوزيع، لم يخذلها في هذه العودة. تامر حسين كتب ما يشبه الرسالة المفتوحة، لا إلى الوطن فقط، بل إلى كل من يشعر أنه فقد شيئًا في الطريق ويريد استرداده دون ضجيج. كلمات تقف على الحد الفاصل بين الشعر والبساطة، بين الحنين والاعتراف بالخذلان.

عمرو مصطفى، الذي لطالما التقت به شيرين في مفارق مهمة من مسيرتها، يعود بلحن يضخ نبض الحياة في الحنين. لحن لا يُغرق الكلمات في الميلودراما، بل يرفعها كأنها موجة على نيل هادئ. أما توما، فاختار توزيعًا لا ينافس الصوت، بل يمنحه فضاءً ليحلق، ويذكر المستمعين بأن البساطة أحيانًا أكثر عمقًا من التعقيد، حين تُقدَّم بصدق.

شيرين هنا ليست فقط مطربة تغني، بل هي ذاكرة صوتية لكل من عاش حالة اقتلاع مؤقت، أو تهجير داخلي، أو انسلاخ عن الذات. هي الرفيقة التي تقول ما لا نستطيع نحن قوله، وتبكي بجرأة في زمن لا يُسمح فيه بالبكاء.

شيرين الذاكرة عادت لكل الوطن

"غالية علينا يا بلدنا" علامة فارقة أكثر من كونها أغنية جديدة تُضاف إلى أرشيف فنانة عظيمة، لأنها أتت في عز دوران الطواحين التي تقول أن الفنانة اعتزلت. فعادت تغني لكل الوطن والناس.

اغنية تعيد الفنانة إلى جوهرها، إلى المكان الذي منه بدأت . الصوت الذي لا يتصنع ولا يخاف أن يكون هشًا أحيانًا، لكن عندما تفتح شيرين حنجرتها تصبح أقوى لإنها تغني للصدق.

بهذه الأغنية، تُذكرنا شيرين أن الفن في جوهره هو البيت، وأن الصوت حين يُغنّى من القلب، يمكن أن يكون وطناً كاملاً. عادت شيرين إلى بيتها وأهلها ووطنها ومحبيها.