كلنا نعرف ذلك الطفل الذي يفرح بألعابه وحذائه وملابسه الجديدة، ذاك الطفل الذي لم يجرب بعض أنواع الطعام بعد، ولا يعرف من الحياة سوى لهوها، ومداركه ما زالت تنشأ على مهل.
أما أن يكون هذا الطفل رجلاً ناضجًا، لف العالم ويعيش نجومية مذهلة، وما زال يفرح بسيارته وملابسه، ويتباهى بمجوهراته، واسطول ساعاته، والمنشفة التي كتب عليها اسمه، فهذا نوع من جوع أو خفة طفولية لا تليق بفنان "نمبر وان" محمد رمضان.
الرقم واحد... الصمت رمز القوة
النجم الرقم واحد يجلس جليلاً وقورًا، لا يأبه لكل هذه المظاهر. يترك الريح تتقاذف أثره، ويترك الإعلام يحكي عن مفاتنه ووسامته ومكانته. الأرقام الصعبة لا تتكلم عن نفسها، بل تذري الغبار بصمت، وتترك الآخرين يغشون بطلعها ويتابعون مكانتها.
الكبار لا يتباهون بما لديهم، بل يتركون أنفسهم مجردين من السطوة والأبهة، وهي نفسها تفرض بريقها وتصبح كلامًا متداولًا.
النجومية الحقيقية للموهبة والتواضع
محمد رمضان، بنجوميته التي لا تُقارن، يحتاج أن يكون رمزًا للنضج والرصانة، لا مجرد صبي يتباهى بما يمتلك من زخارف سطحية. فالنجم الحقيقي هو من يسطع بضوئه الداخلي، لا بضجيج مظهري. حين يمتلك الإنسان موهبة وجمهورًا واسعين، يصبح الصمت أبلغ أشكال القوة، والتواضع أعظم سمات المجد.
التباهي المفرط يضعف القيمة
إن الاستعراض المفرط بالمظاهر لا يصنع نجمًا خالدًا، بل قد يُضعف من قيمته ويشوه صورته أمام جمهوره. في عالم الفن، حيث تُقاس النجومية بالتأثير والرسالة لا بالذهب والساعات البراقة، يجب على محمد رمضان أن يعيد النظر في تعامله مع الشهرة، ويتجه نحو النضج الحقيقي الذي يتجاوز مجرد التباهي.
الطريق نحو النضج والرصانة
فالرقم واحد لا يحتاج إلى إعلان نفسه، بل يفرض وجوده بحضوره وكلماته وأعماله. وأما التباهي المفرط فهو شأن الأطفال، وليس شأن نجم في قمة المجد. لعل في هذا التغيير خطوة نحو رقي أكبر ومستقبل أكثر إشراقًا، حيث يكتمل النجم بصفاته، وليس بزخارفه.