أثار المخرج المصري عمرو سلامة موجة تفاعل واسعة بعد أن وجّه نداءً مؤثرًا عبر منصة “إكس”، طالب فيه السلطات المصرية بالتدخل للإفراج عن صانع المحتوى محمد عبد العاطي، صاحب برنامج “مع كامل احترامي” على تيك توك ويوتيوب، والمحبوس على ذمة التحقيقات بتهم تتعلق بـ“نشر فيديوهات خادشة للحياء وغسل الأموال”.
نداء إلى كل مسؤول وكل صاحب قرار وكل قانوني ومنفذ للقانون.
— Amr Salama (@amrmsalama) October 7, 2025
إلى كل رجل حكيم ورشيد وعادل ويحب هذه البلد وعند قلب ينبض ويشعر.
ساهموا في الإفراج عن محمد عبد العاطي، سلب الحرية والنوم في السجن بسبب كلمات ونكت "مغطاه بصوت بطة" هي النكتة الحقيقية، لكن نكتة لا تضحك، تسيء من سمعتنا، تظهر… pic.twitter.com/jOAdvpSkYp
كتب سلامة في منشوره: “نداء إلى كل مسؤول وكل صاحب قرار وكل قانوني ومنفذ للقانون.
إلى كل رجل حكيم ورشيد وعادل ويحب هذه البلد وعنده قلب ينبض ويشعر.
ساهموا في الإفراج عن محمد عبد العاطي، سُلب الحرية والنوم في السجن بسبب كلمات ونكت مغطاة بصوت بطة. هي النكتة الحقيقية، لكنها لا تضحك، تسيء من سمعتنا، وتُظهر فجوة شاسعة بين الأجيال والواقع والزمن، وتسبب بؤسًا له ولأسرته ولا تسعد أحدًا.”
تجديد الحبس 45 يومًا على ذمة التحقيقات
في 20 أيلول 2025، قررت محكمة الجنايات المختصة تجديد حبس التيك توكر محمد عبد العاطي لمدة 45 يومًا على ذمة التحقيقات، في القضية المتهم فيها بنشر مقاطع خادشة للحياء العام وغسل الأموال.
وكانت نيابة الشؤون الاقتصادية وغسل الأموال قد استمعت إلى أقوال عبد العاطي، الذي أنكر نيّته الإساءة، مؤكدًا أنه نشر الفيديوهات “لتحقيق الأرباح وزيادة نسب المشاهدة”، قائلاً:
“نشرت الفيديوهات عشان أرباح المشاهدات، ومقصدش المحتوى المسيء.”
وسبق أن أمرت نيابة أكتوبر بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعد تداول مقاطع فيديو وُصفت بأنها “خادشة للحياء وتخالف الآداب العامة”، كان قد ظهر في أحدها رفقة التيك توكر الأردنية سوزي قبل توقيفها هي الأخرى على خلفية مشابهة.
التحفظ على الأموال ومصادرة الأجهزة
يأتي قرار تجديد الحبس بعد أسابيع من حكم محكمة جنايات القاهرة في أغسطس، القاضي بـالتحفظ على أموال عبد العاطي ومنعه من التصرف فيها، بما يشمل أمواله النقدية والعقارية والإلكترونية.
وخلال التحقيقات، كشفت التحريات عن امتلاكه هاتف آيفون 13، ومبلغ 30 ألف جنيه نقدًا، وسيارة ميتسوبيشي باجيرو، إلى جانب رصيد بنكي يبلغ 818,638 جنيهًا، تبين أنه مرتبط بحساب على تطبيق “إنستاباي”.
كما اعترف المتهم بامتلاكه قناة “مع كامل احترامي” على يوتيوب، تضم أكثر من 600 ألف متابع، وحقق من خلالها أرباحًا تراوحت بين ألف و1500 دولار شهريًا، مؤكدًا أنه أنتج أكثر من 140 حلقة ذات طابع ساخر “دون قصد الإساءة”.
جدل واسع حول حرية التعبير والمحتوى الإلكتروني
أعادت القضية النقاش حول حدود حرية التعبير على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً بعد أن تحوّل محمد عبد العاطي إلى واحد من أبرز صناع المحتوى الساخر في مصر.
ويرى فريق من المتابعين أن ما يقدمه يدخل في إطار الكوميديا الشعبية وإن كان “غير لائق في بعض الأحيان”، بينما يؤكد آخرون أن المنصات ليست مساحة لتجاوز القيم المجتمعية.
منشور عمرو سلامة أعاد إشعال الجدل من جديد، بين من يرى أن “التيك توكر دفع ثمن المبالغة في المزاح”، ومن يعتبر أن حبسه رسالة صارمة لصناع المحتوى بأن الخط الفاصل بين الكوميديا والإساءة لم يعد رماديًا.