في حوار مؤثر، طمأن الفنان الكبير محمد صبحي جمهوره على حالته الصحية بعد الوعكة المفاجئة التي تعرض لها قبل أسابيع. وكشف صبحي، خلال استضافته في برنامج "الصورة" مع الإعلامية لميس الحديدي عبر قناة النهار، عن تفاصيل رحلة مرضه وتأملاته في الحياة والموت، إلى جانب انتقاداته اللاذعة للمشهد الفني الحالي.
تفاصيل المرض القاسي ورؤيته للموت
أوضح صبحي أنه أُصيب بفيروس نادر يستقر داخل المخ لمدة 14 يوماً، مؤكداً أن رحلة العلاج كانت "قاسية ومؤلمة"، وأن الأزمة تكررت معه مرتين بسبب عدم التزامه الكامل بالعلاج في المرة الأولى.
وكشف صبحي أنه عاش لحظات صعبة، قائلاً: "كنت أريد الموت لكي أجرب الحياة الأخرى. أرى أن حياتي بروفة". وأضاف أن المرض غيّر نظرته للأمور وجعله أكثر تمسكاً بإنجاز ما لم يتحقق بعد، مشيراً إلى أن "الموت نعمة من الله".
دموع الحفيدة وشائعات "ركوب التريند"
أكد الفنان شعوره بصدق محبة الجمهور، وأن دموع حفيدته بسبب شائعة وفاته كانت من أكثر اللحظات التي آلمته. وفي حديثه عن ترويج شائعات وفاته، قال صبحي إن بعض الصفحات "ركبت التريند" على حساب مشاعر الناس، معتبراً أن نشر الشائعات "بلا رحمة أمر غير إنساني".
كما استعرض صبحي الأزمات التي تزامنت مع مرضه، إذ اندلع حريق في مسرحه بعد يومين فقط من مغادرته المستشفى، ثم شبّ حريق آخر في منزله، مؤكداً أن الخسائر كانت كبيرة لكن تمّت السيطرة عليها.

نقد الفن وغياب كلمة "عيب"
عبر صبحي عن قلقه من انتشار الأعمال التي تحتوي على ألفاظ وسلوكيات لا تتناسب مع الذوق العام، متسائلاً عن غياب الرقابة والمحاسبة، ومؤكداً أن سوق الدراما والسينما المصرية يعاني من خلل كبير في المعايير الفنية والأخلاقية.
وردّاً على سؤال حول من أنتجه فنياً، أوضح الفنان أن من ساهموا في تكوينه الفني هم عمالقة المسرح والدراما، مثل فؤاد المهندس وسعد أردش. وذكر أن المهندس كان يرشده دائماً ويرفض بعض الجمل ذات المعنى المزدوج، واصفاً إياها بأنها "عيب". وأضاف: "اليوم وصلنا لزمن قليل فيه من يقول (عيب)، وسنصل إلى زمن لن نجد فيه من سيقول هذا التصرف غير مقبول".
كما أشار صبحي إلى أن بعض الفنانات الشابات أصبحن معروفات عبر تطبيقات مثل "تيك توك"، وشاركن بألفاظ مشينة في مقاطع قصيرة رغم أنهن جزء من أعمال درامية، وهو ما اعتبره تجاوزاً للأعراف والقيم.

تخليد ذكرى الزوجة و"حلم سنبل"
صُورت الحلقة في مدينة سنبل للفنون، التي أشار إليها صبحي بأنها تمثل "حلم الفنان الكبير" بتقديم فن مختلف يجمع بين الإبداع والفكر والثقافة، بعيداً عن التقليدية، مبينة أن عمر المدينة، التي أنشأها الفنان عام 1994، يبلغ حوالي 31 عاماً.
واستعاد صبحي ذكرياته مع زوجته الراحلة الفنانة نيفين رامز، متحدثاً عنها بكلمات مؤثرة تكشف حجم دورها في حياته. وكشف عن سبب كتابته عبارة "اللقاء قريب" في آخر تدويناته، قائلاً: "الرجل يعتقد أنه من يصنع مستقبله، لكن الحقيقة إن نيفين هي التي صنعت مستقبلي، وكافحت إلى أن صرت نجماً".
في ختام حديثه، أكد محمد صبحي أنه تعافى تماماً، ويستعد لمرحلة جديدة من العمل والعطاء، موّجهاً الشكر لكل من دعمه وسانده، ومؤكداً أن القادم يحمل الكثير من المشاريع الفنية التي يطمح لتقديمها.
