في أحد حواراته النادرة، تحدّث الموسيقار الراحل بليغ حمدي بصراحة عن فلسفته في الحياة، كاشفًا عن رؤيته الوجودية وموقفه من المال والنظام اليومي، بأسلوب يعكس شخصيته المتمردة على القواعد.
فوضى أم مزاج فني؟
اعترف بليغ حمدي بأنه يُتهم بالفوضوية، لكنه رأى في ذلك جزءًا من طبيعته الإبداعية قائلاً:
"هذا حقيقي، فأنا إنسان مزاجي.. لا أحب أن أتناول إفطاري في ساعة معينة أو أنام في ساعة معينة."
الفنان الذي عاش للفن فقط، لم يعرف الالتزام بالنمط، معتبرًا أن الحرية هي شرط الإلهام الحقيقي.
المال... عدو لا يفارقه
وعن حاله المادي، كشف حمدي أنه لم يكن من أولئك الذين يجيدون جمع المال، بل كان يراه عبئًا لا هدفًا:
"بيني وبين الفلوس عداء.. لم أوفرها في يوم من الأيام."
وأضاف:
"عندي إحساس بأنني إما سأموت بدري أو أنني سأظل أكسب حتى نهاية حياتي."
الإنفاق على الروح لا الجيب
أوضح الموسيقار الكبير أن ما يكسبه يُنفقه على ما يثري روحه وفكره:
"أنفق فلوسي على الكتب الموسيقية أو قعدة مع أصحابي."
كان حديث بليغ حمدي أقرب إلى وصية فنية، يعكس جوهره البسيط والعميق في آن واحد — فنان عاش كما أراد، وترك أثرًا لا يُمحى في ذاكرة الموسيقى العربية.