بدأ عرض الفيلم اللبناني "يربوا بعزكن" الذي سبق وعرض في صالات السينما اللبنانية على منصة "نتفليكس".
فيلم يستحق الانتشار العالمي لما فيه من قيمة فنية وحياتية واجتماعية. وهو واحد من الأفلام التي تعيد السينما اللبنانية إلى أدراج التألق والأهمية.
هذا الفيلم يمسك بك من أول لحظة ويشد انتباهك عاطفة وإثارة وفناً. يجمع بين الدراما والكوميديا بشكل ذكي يخلط الأجواء ويصيغها بذكاء. الإخراج شيق وممتع ورشيق والحوارات تأتي من واقع الجبلة اللبنانية المعروفة.
يصور مجتمعين الفقير والغني بقالب جميل من خلال تطرقه لواقع الحياة بين أسرتين أولى ميسورة ومؤلفة من زوجين (باميلا الكيك، وشادي حداد) ينتظران طفلهما الأول، وثانية متواضعة ومؤلفة من زوجين (عمار شلق، ورولى بقسماتي) ينتظران توأميهما. ولأن وضعهما المادي لا يُتيح لهما دفع فاتورة المستشفى الخاص، تتقاسم المرأة الميسورة معها الجناح الذي حجزه زوجها، وهنا تبدأ المشاكل بسبب اختلاف العقليات والآراء.
الفيلم مكتمل العناصر بين القصة الشيقة والواقعية لحياة اللبناني بما فيها من طيبة ونخوة وتقاليد وما تحمل من كبرياء وفخر ورفاهية. وكيف يتم الخصام والوئام بين هذه التناقضات.
أبطال الفيلم جميعاً رسموا خطوط شخصياتهم بحرفية عالية، فكلهم من المخضرمين الذين يضيفون متعة عالية للقصة ويعطونها حياة.
مذاق الفيلم مؤثر جداً ويدخل في صلب التقاليد اللبنانية وطريقة تصرف الناس في إلى مجتمعنا. وكل ذلك بقالب درامي وفكاهي معاً. حكايته تمس أي شخص وتعيدنا جذورنا.
عمار شلق في الفيلم شخصية ممتعة وبطل قادر أن يحتل القلب والعين بأدائه المفرط بالعفوية والحرفية. ورولا بقسماتي وباميلا الكيك ممثلتان عندهما من الحرفية أن تفتح روحك لهما كيفما تكلمتا أو تحركتا.
الفيلم من كتابة آيزك فهد، ودوريس سابا، وإخراج دافيد أوريان، ويجمع باقة من الممثلين: عمار شلق، غبريال يمين، تقلا شمعون، نيكولا دانيال، وفاء طربيه، باميلا الكيك، شادي حداد، رولا بقسماتي وهند خضرة.
فيلم يستحق المشاهدة، ممتع ومثير. ينشر طاقة من الأمل والإيجابية والحب. ويعزز فينا الخصال والقيم التي نفتخر بها. وفي كل مشهد تتصالح الابتسامة مع الدمعة ويزيد التشويق جرعات.