منذ أكثر من عقدين، لم تكن الحكاية بين هيفاء وهبي وابنتها زينب فياض مجرد خلافٍ عائليٍ عابر، بل تحوّلت إلى واحدة من أكثر القصص إثارةً في الوسط الفني، مزيجٍ من الحرمان، الشهرة، والظلال الطويلة للماضي.
بداية الحكاية: دمعة الأم وطلاق غيّر المصير
في أحد اللقاءات القديمة مع الإعلامي طوني خليفة، لم تستطع هيفاء وهبي أن تخفي دموعها حين سألها عن ابنتها. قالت بصوتٍ منكسر إنها “محرومةٌ منها”، وإن هذا الحرمان كان ثمن طلاقٍ مؤلمٍ حرمها من أمومتها. منذ تلك اللحظة، لم تعد القضية مجرد تفصيلٍ في حياة فنانةٍ صاعدة، بل جرحًا مفتوحًا أمام الرأي العام الذي تابع بداياتها عام 2003 كأمٍ مكلومةٍ تبحث عن النجاح وسط وجع الفقد.
ظهور الابنة في زمن السوشيال ميديا
لسنواتٍ طويلةٍ بقيت زينب فياض وجهًا غائبًا عن الضوء، حتى بدأت ملامحها تظهر من خلال صورٍ متناثرةٍ على مواقع التواصل الاجتماعي. ظنّ كثيرون في البداية أنها ليست ابنة هيفاء، قبل أن يتضح العكس.
وفي عام 2011، عاد الاسم إلى الواجهة حين تسرّبت أخبارُ زواجِ زينب وإنجابها لطفلتها الأولى رهف، ثم شقيقتها دانييلا. فجأة، تحوّلت هيفاء من “أمٍ محرومة” إلى “جدّةٍ شابة” في عناوين الصحف، بين من يراها مفارقةً طريفةً ومن يراها قسوةَ الزمن.
بين التقليد والحنين
ومع ازدهار منصات التواصل، وجدت زينب طريقها إلى الشهرة كمؤثرةٍ يتابعها أكثر من مليونٍ ونصف المليون متابع.
رأى الجمهور فيها صورةً مصغّرةً من هيفاء: الجمال نفسه، الحضور نفسه، وحتى نبرات الصوت حين ظهرت في إعلانٍ تجاري وهي تتحدث بذات الدلع الذي اشتهرت به والدتها.
لكن المفارقة الكبرى أن زينب كانت تختار أغنياتِ هيفاء لترافق صورها ومقاطعها، وكأنها تهمس من بعيد: “أنا أشبهك أكثر مما تظنين.”
فهل كان ذلك رسالةَ حنينٍ أم منافسةً صامتة؟
الغموض المستمر… ثم المفاجأة
رغم مرور السنوات، بقيت العلاقة بين الأم وابنتها غامضةً ومعلّقةً في الصمت. لا لقاءاتٍ علنية، لا تصريحاتٍ مباشرة، فقط صدى شائعاتٍ تتكاثر ثم تخبو.
لكن قبل أن تهدأ الساحة، عاد اسم العائلتين إلى التداول من جديد مع تسريباتٍ عن علاقةٍ تجمع زينب فياض برجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، الزوجِ السابق لهيفاء وهبي.
بين الأم التي صنعت مجدها تحت الأضواء، والابنة التي وجدت ذاتها وسط عاصفةِ السوشيال ميديا، يبدو أن الحكاية لم تقل بعد كلمتها الأخيرة.