TRENDING
نانسي خوري ..خيبة أمل مسلسل سلمى

هيفا "نانسي خوري" في مسلسل "سلمى" شخصية لا تعرف لها قرار. فهي بنت الحارات العتيقة والزمن القاهر. رماها الدهر في أصعب ظروف.


امرأة بين نقيضين

هيفا التي تعيش بين نقيضين المرأة اللعوب غاوية الرجال مستهترة في لعبة قدر جار عليها. وهي الجارة الوفية والصديقة المتفانية والأم المقهورة المستعدة لبذل الغالي والنفيس من أجل أن تحظى بلقاء ابنها الذي حُرمت منه بسبب مهنتها كمغنية في ملاهي الليل.

شخصية بين الأبيض والأسود.

بين الأبيض والأسود تعيش هيفا، أبيض القلب والنخوة حين تُطلب فتكون رمحاً مصوباً يسدد حربته في وجه الغدر وهذا ما فعلته بميرنا التي ضربت سلمى فانتقمت منها شر انتقام.

وهي المغموسة بأفكار سوداء لا تجيد تنقيتها. فتنسى الوفاء احياناً وتنسى التقدير وتغدر بالرجل "حليم" الذي سعى جاهداً ودامعاً من أجل أن يأتي لها بابنها.

الرجل الذي ساعد كل من طلبه ومدّ يد العون لكل طالب إلا ان هيفاء عندما استبدت بها غيرة النساء امتهنت الغدر وسلمته حلماً طازجاً بعد أن بكت في حضن حليم ودمعتها لم تهن عليه فجاءها بابنها لتروي أمومتها إلا انها سرعان ما نست نخوته وغدرت به.

العودة إلى أصل غير نقي

هيفاء الوجه المرح والشخصية الطيبة لكن هناك سواد يحيك بها ومهما حاولت التغلب على ذلك إلا انها في لحظة ما تُخرج سوداويتها وتعود إلى أصل غير نقي.

ندوب الماضي

هيفا ليست شريرة بالكامل، ولا خيّرة تمامًا. تحمل الخير في قلبها، لكنها حين تُصاب تُخرج كل ما خبأه الألم من سمٍّ وغلّ. تلك البقعة السوداء في داخلها ليست خيانة لجوهرها الطيب، بل ندبة من ماضٍ لم يترك لها مجالًا لتشفى.

هي امرأة من لحم ووجع، تقف بين النور والظل، تتأرجح على حافة الصواب والخطأ، وتُخطئ لأنها أحبت، وتكره لأنها خُذلت، وتنتقم لأنها لم تجد من يربت على جرحها القديم.


وجه الليل يغيرالملامح

ولعلّ أجواء الليل والخمر التي أحاطت بها لعبت دورها في صياغة هذا البعد المتأرجح داخلها. فليل الملاهي ليس بريئًا، إنه يسرق النقاء رويدًا، ويمنح الوجوه قناعًا جديدًا كل مساء. هناك، بين ضجيج الموسيقى وضوء الكؤوس، تتبدّل القلوب وتتوه الملامح.

في تلك المساحة الرمادية بين الغواية والوحدة، تشرب هيفا من كأسٍ واحدة مرّها وحلوها معًا. فتصبح أسيرة الليل الذي يدفئها ويُطفئها في آنٍ واحد. يجمّل ملامحها أمام الناس، ويشوّه روحها في داخلها.

اجادت نانسي خوري في تجسيد "هيفا" فأعطتها الكثير وجعلتنا نحبها ونغضب منها وبقيت شخصية استثنائية انغمس فيها المُشاهد بعد أن أعارتها وجعها ووهجها وأتت بها بكل صدق.