"كيفو" للفنان الشامي تتمة للمسار الذي بدأه. أغنية جامعة بين الكلمات السليقة العامية فيها اللبناني والمصري وايقاع الراب الذي عرف به الشامي.
اللحن الخاص
موسيقاه الجامعة بين اللحن الغربي الذي لا يخلو من الايقاع الشرقي صانعاً توزيعاً خاصاً ميزه عن سواه وجعله فنان الجميع لاسيما من الجيل الطالع وفنان رقم واحد في الملاهي الليلية حيث يسهل هز الوسط والترنح عند كلمات قديمة مع لحن طازج جديد.
كأسد بين فرائس
يجمع حوله الشامي في الاغنية المصورة شلة صبايا حوله محشورين داخل سيارة في ليلة من تمتع وصوت الموسيقى عالياً وهو يغني كهارون الرشيد في ليلة الانس والصبايا حوله يتمايلون وهو رابض كأسد بين فرائس يسهل تناولها.
كعادته صوت الاغنية عالي بمعناها. فهو الشلق في الكلمات لا يهاب أن يحط من قدر سواه ليعلو مع التهكم الذي يجيده.
قولو كيفو
عم بسمع إنّو نزع ستيلو
وشالح جلده بعدي بكيفو
بدّو اتنشن النّاس تتابع كلّ جديدو
لك كيفو
في زمنٍ يتنازع فيه الفن بين المعنى والإيقاع، يأتي الشامي ليقول: أنا المعنى والإيقاع معًا، لكن بطريقتي.

الفنان الشعبي العصري
أغنيته "كيفو" استمرار لمسار الشامي الناجح، وإعادة تعريف لمفهوم "الفنان الشعبي العصري" الذي يعيش داخل ضجيج المدينة ويغنّي من قلبها لا من شرفتها.
موسيقاه لا تبحث عن التأنّق، بل عن التميّز. وهو عرف كيف يميز نفسه ويفتح على حسابه مكانة جديدة صنعها بأسلوبه الخاص غير المطروق ليكون النوع الجديد مع مقولة خالف تعرف.
يجب أن نقر أن خلف كل هذا الصخب، يختبئ وعي فني. الشامي يعرف تمامًا ما يفعل. إنه ابن جيلٍ يعرف كيف يسوّق صوته وصورته في زمن الصورة.
هو لا يغني ليُعجب النقاد، بل ليُلهب جمهوره في الملاهي والحفلات، حيث تتحوّل كلماته إلى جملٍ يومية تُقال بنصف جدية ونصف لعب.
فن اللحظة
إنه فنّ "اللحظة" الذي لا يخجل من خفّته، لكنه يحمل بين نغماته صدقًا لا يُزَيَّف.
هنا يتجلّى ذكاء النص: تكرار "كيفو" لا يأتي كاستفهام بريء، بل كتهكّمٍ مستتر على من يحاول مجاراته.
"كيفو" أغنية لا تبحث عن الخلود، لكنها تعي لحظتها بذكاء، وتؤكد أن الشامي يعرف كيف يحافظ على مكانه بين الجدّ والمزاح، بين السخرية والجدارة، بين الفنّ الذي يُرقص والفنّ الذي يخاطب الجيل الجديد والنغمة التي تأتي بكل ما هو جديد.