أثار المخرج طارق العريان جدلًا واسعًا بعد ظهوره مؤخرًا مع زوجته نيكول سعفان، حين أجاب عن أكثر صفة أحبها فيها قائلاً: "البجاحة". كلمة واحدة كانت كفيلة بإشعال النقاش من جديد حول معنى الجرأة وحدودها في العلاقات الإنسانية.
قد يرى البعض أن العريان قصد "الجرأة" أو "الثقة بالنفس"، لكن وقع الكلمة لا يمكن تجاهله. فالبجاحة ليست دائمًا صفة محبوبة، بل تحمل في طيّاتها مزيجًا من التمرّد والمواجهة وربما اللامبالاة. ومع ذلك، يبدو أن هذا النوع من الشخصية بات يجذب بعض الرجال في زمنٍ تتبدّل فيه المفاهيم، حيث تغدو الصراحة الزائدة عنوانًا للقوة.
غير أن المقارنة تفرض نفسها هنا، لأن ذاكرة الجمهور لم تنسَ أصالة، المرأة التي أحبّت طارق بصدقٍ نادر. كانت تتغنّى به في كل لقاء، تدافع عنه، وتضعه في قلب نجاحاتها وأغانيها. حتى في ذروة مجدها، كانت تراه الأول في حياتها، وتتعامل مع حبها له كقضية شخصية لا يقترب منها أحد. أصالة لم تكن "بجريئة" أو "بجاحة"، بل عاشقة نقية آمنت أن الوفاء وحده كافٍ ليستمر الحب — لكنها اكتشفت أن الوفاء لم يعد عملة متداولة في هذا الزمن.
تصريح طارق لم يكن مجرّد مديح لزوجته الجديدة، بل كشف غير مباشر عن تغيّر ذوقٍ وتحوّل في معايير الإعجاب نفسها. فربما لم تتبدّل النساء بقدر ما تبدّل الرجال، حين باتوا ينجذبون إلى من تقول ما تريد بلا خجل، حتى لو كان الثمن قلبًا أحبّهم بصمتٍ ونقاء.