TRENDING
Reviews

مشهد لا ينسى في مسلسل "سلمى".. ثوب أحمر أبكى المشاهدين

مشهد لا ينسى في مسلسل


في قلب مسلسل "سلمى"، يولد مشهد لا يشبه سواه، مشهد يختصر الحكاية كلّها في لحظة واحدة، حين تدخل سلمى مرتدية ثوبها الأحمر، بلونٍ أشبه بصرخةٍ مكتومة، وكأنها تمشي فوق الجمر.


تحت الضوء الذي يلمع بخجلٍ على جسدها، تظهر الكدمات كوشمٍ للحقيقة، كأن الجسد يروي ما عجز اللسان عن قوله. في تلك اللحظة، تتبدّل ملامح الجميع فرحٌ كان يملأ المكان، ينسحب كالموج، ويحلّ مكانه ذهول ثقيل يقطع الأنفاس. العيون تتحجر الأفواه تُكم والوجوه تسقط في الوجوم.

هيفاء (نانسي خوري) وديما (رنا كرم) والعم نديم (نقولا دانيال) يتجمدون أمام هذا المشهد الموجع. ترتجف العيون، تتجمد النظرات، تختنق الأصوات بين رغبة بالبكاء وخوف من الاقتراب. تتبدل الألوان في الغرفة كما لو أن الضوء نفسه حزين. كأن اللحظة تسحبهم جميعًا إلى قاعٍ من الأسى، حيث يصبح الألم مرئيًا، محسوسًا، ملموسًا.


مرام علي في هذا الدور تصنع معجزتها. لا تمثّل، بل تعيش. تؤدي وكأنها تسلخ من روحها طبقة لتمنحنا صدقًا خالصًا. في كل تهدج من صوتها، في كل نظرة تائهة منها، كان هناك وجع امرأة تُجبر على الصمت. تلك الدموع التي انسابت على وجوه زملائها لم تكن تمثيلًا، بل انعكاسًا لصاعقةٍ أصابت قلوبنا نحن أيضًا.

مشهد ارتداء الثوب الأحمر، وقد تحوّل من رمزٍ للفرح إلى إعلانٍ عن الوجع، هو ذروة العمل وجرحه المفتوح. لحظة تواجه فيها سلمى ذاتها والعالم، وتجعلنا نحن المشاهدين نرتجف من صدقها. أردنا أن نمد أذرعنا من خلف الشاشة، نضمها إلى حضن الأمان، نهمس لها أن العالم ليس قاسيًا إلى هذا الحد.

ذلك المشهد لم يكن تمثيلاً، بل حقيقة في قوة الأداء، انهم الأصدقاء والمحبون الذين يتعاطفون مع الوجع . انه الصمت المرفوع على ألم لا يصدق. إنه الحقيقة المستترة كم تكون قاسية عندما تعرى. انه أداء فني عالي يرفع الوجدان نحو الذروة.