TRENDING
ميديا

حفل افتتاح المتحف المصري الكبير: الطموح يصطدم بالإبهار والفشل الفني

حفل افتتاح المتحف المصري الكبير: الطموح يصطدم بالإبهار والفشل الفني

شهدت مصر أخيراً افتتاح المتحف المصري الكبير، الحدث الذي استمر التخطيط له لعقود، وكان من المفترض أن يعكس حضارة مصر ويقدمها للعالم في أبهى صورة. ومع ذلك، جاءت التجربة متباينة، تجمع بين الإبهار البصري والإخفاق في التنفيذ، بين فكرة طموحة وتنفيذ مشتت.


إخراج ومونتاج بلا انسجام

أبرز نقاط الضعف كانت في الإخراج والمونتاج. الكادرات جاءت مفككة، الانتقالات غير مبررة، وغياب اللقطات القريبة التي تعرّف الجمهور بالمتحدثين أثر على وضوح الحدث. الإيقاع العام بدا مشتتاً، والمخرج فشل في خلق تجربة بصرية متماسكة، ما أثر على قدرة المشاهد على متابعة الحدث بفهم وانغماس.

التصوير والإضاءة.. نقطة القوة

شكل التصوير والإضاءة أبرز عناصر النجاح في الحفل. لقطات البرونز والمؤثرات البصرية صُنعت بعناية، والألوان والعمق أضفيا بعداً فنياً مميزاً. هذا الجانب كان قادراً على إنقاذ الحفل بصرياً رغم إخفاقات الإخراج والمونتاج، وجعل المشاهد يستمتع باللوحة البصرية للحدث.

الرقصات والاستعراضات.. ضعف في الأداء الدرامي

رغم فكرة جيدة، جاءت الاستعراضات والرقصات باهتة، وزوايا التصوير لم تبرز الأداء كما يجب. العروض بدت أقرب إلى مهرجانات شعبية، بينما غابت الدراما الحركية والرؤية الفنية التي تربط الجسد بالموسيقى وبروح المكان.


الصوت.. الجانب الأضعف

كان الصوت أحد أبرز إخفاقات الحفل. الأوركسترا الكبيرة لم تُبرز بشكل متوازن، والموسيقى ضعيفة التوزيع، ما جعل الصوت باهتاً ولا يعكس ضخامة الحدث. هذه النقطة أفقدت الحفل البعد الموسيقي الذي كان من المفترض أن يكون أحد أعمدة التميز.

الفكرة العامة.. ضياع الرسالة

انطلق الحفل من فكرة السلام العالمي، لكنها ضاعت في تعدد المشاهد وتناقض الرسائل. غياب التسلسل وبناء درامي واضح أضعف الرسالة العامة، رغم نوايا الحفل الطيبة، وجعل المتابعة صعبة على المشاهد.

موسيقى هشام نزيه بين التوقع والحقيقة

يبقى هشام نزيه من أبرز الموسيقيين، لكن ما قدمه الحفل لم يرقَ لتوقعات الجمهور. المقطوعات جاءت متقطعة، بلا نسق موحد، بينما طغى الصوت السوبرانو المتكرر على أي دفء أو تناغم، ولم تترك الموسيقى أي لحظة خالدة في الذاكرة كما حدث سابقاً في موكب المومياوات الملكية.


بين الطموح والواقع

بين الإبهار البصري والإخفاق الفني، خرج حفل افتتاح المتحف المصري الكبير متبايناً. النوايا كانت نبيلة، لكن التنفيذ لم يرتقِ إلى مستوى الحدث التاريخي الذي يمثل بوابة مصر الحضارية إلى العالم. يبقى النقد نابعاً من الحب لمصر، التي تستحق تقديم أفضل صورة لها بكل تفصيلة دقيقة وعظيمة.