بدت ملكة جمال العراق حنين القريشي في ظهورها الأخير خلال مشاركتها في مسابقة ملكة جمال الكون بإطلالة أثارت عاصفة من الجدل. إذ اختارت فستاناً أصفر شديد الانكشاف عند منطقة الصدر، ما دفع كثيرين لوصف الصورة بـ”الخارجة عن المألوف” وحتى “الفاضحة”، خاصة وأنها ظهرت وهي تحمل وشاح العراق الرسمي.
القريشي كتبت في تعليقها على الصورة عبر حسابها في إنستغرام:
“أرتدي الأصفر، لون الشمس… الرمز الخالد للعراق. الإشعاع يضيء دوماً ويشرق، غير مبالٍ لعدد الغروب.”
الجملة حملت محاولة لتقديم الإطلالة بوصفها رمزاً للنور والولادة والنهضة. لكن بين المعنى الشعري والواقع البصري، وجد الكثيرون فجوة واسعة.
من منحها لقب ملكة جمال العراق؟
المفاجأة الأكبر لم تكن الفستان فقط، بل خلفية تتويج القريشي نفسها ممثلة للعراق.
فالعراق لم يشهد انتخاب ملكة جمال منذ عام 2022، والمسابقات الرسمية داخل البلاد متوقفة منذ ثلاث سنوات بقرار من وزارة الثقافة وجهات تنظيمية.
وبحسب مصادر موثوقة فإن:
وزارة الثقافة العراقية والسيد أحمد ليث (المسؤول عن تنظيم المسابقة محلياً) لم يختارا ملكة جديدة.
الجهة التي قررت تتويج القريشي تقع خارج العراق.
لم يُنظّم أي حفل انتخاب رسمي داخل البلاد أو خارجها، بسبب رفض الوزارة إقامة الحدث.
المنظم الخارجي قدّم تصريحاً خاصاً إلى إدارة Miss Universe، يتيح للقريشي المشاركة بصفة استثنائية لتمثيل العراق في الدورة 74.

من هي حنين القريشي؟
بعيداً عن الجدل، تعدّ القريشي اسمًا معروفاً في مجال ريادة الأعمال والعمل الإنساني.
غادرت العراق في سن الثانية عشرة، وتُقيم اليوم في هيوستن – تكساس، وتشتهر بمبادرات لدعم المرأة والتعليم.
هذا الجانب كان يمكن أن يشكّل رصيداً إيجابياً لصورتها في تمثيل العراق دولياً…
لولا أن الإطلالة الأخيرة جاءت صادمة لذائقة الجمهور العراقي المحافظ، الذي رأى أن التمثيل الوطني يحتاج إلى وقار رمزي لا يقتصر على لون الفستان ودلالاته.

بين الحرية الشخصية والرمزية الوطنية
يبدو أن الجدل لن يهدأ قريباً.
فاللحظة تقف بين امرأة تعبّر عن ذاتها بجرأة، وبين جمهور يرى أن الجمال الذي يحمل اسم العراق يجب أن يأتي بهيبة ووقار.
يبقى السؤال مفتوحاً:هل كانت القريشي تُنير كالشمس كما قالت؟
أم أن الضوء هذه المرة كان حاداً أكثر مما يجب على العين العراقية؟