تمر اليوم ذكرى وفاة الفنانة المصرية الراحلة معالي زايد (5 نوفمبر 1953 - 10 نوفمبر 2014)، التي تركت إرثًا فنيًا استمر أكثر من 36 عامًا، جسدت فيه المرأة القوية، وخلدت شخصيات المرأة الصعيدية في السينما والمسرح والتلفزيون.
ولدت معالي زايد في أسرة فنية عريقة، والدتها الفنانة آمال زايد، وخالتها الفنانة جمالات زايد، وكان شغفها بالفن حاضراً منذ طفولتها. درست في كلية التربية الفنية ثم المعهد العالي للسينما، لتجمع بين الموهبة والدراسة الأكاديمية.
مشوار فني استثنائي
بدأت معالي زايد مسيرتها الفنية بعد اكتشافها من قبل المخرج نور الدمرداش الذي قدمها في مسلسل الليلة الموعودة، ومنه انطلقت نحو النجومية. على مدار حياتها الفنية، شاركت في أكثر من 19 فيلمًا إلى جانب عدد من المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية، متقنة أدوار الدراما والكوميديا والشخصيات الصعيدية، معتمدة اختيارها الدقيق للأدوار وفق قناعاتها الفنية.

اللحظات الأخيرة: حوار مؤثر مع شقيقتها مهجة زايد
في جنازتها، كشفت شقيقتها الكبرى مهجة زايد تفاصيل الأيام الأخيرة قبل رحيلها، بحديث يفيض بالألم والحنين:
"عرفت معالي حقيقة مرضها قبل أسبوع فقط من رحيلها، لكنها كانت تعاني منذ شهر من آلام حادة في الصدر خلال احتفالنا بعيد الأضحى. تم عرضها على كبار الأطباء، وتم تشخيص إصابتها بسرطان الرئة، فذهبنا بها فورًا إلى مستشفى السلام، وظللت أنا وشقيقي ملازمين لها حتى آخر لحظة."
وأضافت مهجة، بصوت يختلط بالحزن والفخر:
"عندما تأكدت معالي من قرب نهايتها، بدأت تردد: ‘أنا فرحانة لأني هروح لماما’. أصعب لحظة عشتها كانت حين زرتها قبل رحيلها بلحظات، وقد توقفت جميع أجهزتها عن العمل."
وأكدت مهجة أن معالي زايد كانت تحب عملها بشدة، تختار أدوارها بعناية، وتحلم بتجسيد شخصية رائدة العمل النسائي السيدة هدي شعراوي، وأنها كانت محبوبة من الجميع، تعتبر أبناء إخوتها أبنائها، وكانوا أغلى ما تملك في الدنيا.

إرث خالد
رغم رحيلها المبكر، تظل معالي زايد علامة بارزة في تاريخ الفن المصري والعربي، بصوتها القوي وأدوارها التي خلدت صورة المرأة الصعيدية القوية والمستقلة، لتبقى ذكراها حاضرة في القلوب والأعمال الفنية.