شهدت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ46 ندوة تأبين المخرج الراحل سامح عبدالعزيز، التي تحوّلت إلى لحظة مؤثرة جمعت بين الحزن والوفاء.
غلبت الدموع الفنان خالد الصاوي أثناء حديثه عن صديقه الراحل، مسترجعًا ذكريات العمل والحياة المشتركة، وقال :"أن ذكرياته مع عبدالعزيز لا تزال حيّة في قلبه، وأن تأثيره على حياته المهنية والشخصية لا يمكن أن يزول، مؤكّدًا أن الراحل كان بمثابة أخٍ في الحياة والمهنة معًا.
أُقيم حفل التأبين على مسرح دار الأوبرا المكشوف، بحضور عدد كبير من الفنانين وصنّاع السينما، تكريمًا لمسيرة عبدالعزيز الفنية التي امتدت لأكثر من عشرين عامًا، قدم خلالها أعمالًا ناجحة في السينما والدراما، منها: الفرح، كباريه، ساعة ونص، ليلة العيد، ومسلسلات مثل رمضان كريم وبين السرايات.
عرض فيلم "وجع الفراق" من إخراج ابنته
تضمن الحفل عرض الفيلم القصير "وجع الفراق" من إخراج ابنته جميلة سامح عبدالعزيز، بمشاركة خالد الصاوي، مريم المهدي، نسرين أمين، حسين فهمي وياسمين رحمي. استغرق الفيلم عشر دقائق، وضم فريقًا متكاملًا من الفنيين، بينهم مدير التصوير عمر كمال، المونتاج لوجين حازم، المكساج طارق علوش، والموسيقى التصويرية تامر كروان.
وكشف المخرج وائل فرج، خال جميلة، أن السيناريو كتبته الابنة مباشرة بعد وفاة والدها، وتضمن أربعة مشاهد صامتة تعبّر عن شعورها بفقده، في محاولة لتحويل الحزن الشخصي إلى عمل فني مؤثر.
حضور نجوم الوسط الفني
وتأثر الجمهور بشكل كبير، حيث دخلت بنات سامح عبدالعزيز الثلاثة وطليقته عند عرض الفيلم.
شهد الحفل حضور نخبة من النجوم والفنانين، منهم: حسين فهمي، محمد لطفي، نسرين أمين، تامر فرج، بوسي شلبي، صبري فواز وساندرا نشأت، ما يعكس مكانة المخرج الراحل في الوسط الفني والاحترام الكبير الذي يحظى به.
رسالة مهرجان القاهرة
أكد مهرجان القاهرة أن حفل التأبين يعكس دوره في إحياء ذاكرة صناع الفن المصري ودعم السينما الوطنية والعربية، إلى جانب توفير مساحة للتفاعل بين صناع السينما والجمهور، وتكريم من تركوا بصمة فنية لا تُمحى.
اختتم الحفل وسط موجة من التصفيق والتأثر، مع إدراك الحاضرين أن سامح عبدالعزيز لم يكن مجرد مخرج ناجح، بل إنسان ترك إرثًا فنيًا وإنسانيًا مستمرًا في ذاكرة زملائه وجمهوره. عرض فيلم ابنته الجميلة وجع الفراق أعاد الحياة لذكريات الراحل، مؤكدًا أن الفن الحقيقي يظل حاضرًا رغم غياب صانعه.