شهدت الدراما العربية خلال الأعوام الأخيرة سلسلة من الانتكاسات المرتبطة بخلافات مع نجمات أعمال كبرى، ما دفع الجمهو إلى تداول مصطلح “لعنة الفنانات” في وصف التدهور المفاجئ الذي يصيب بعض المشاريع بمجرد استبعاد فنانة أو نشوب نزاع معها. وبين من يراها مصادفة ومن يعتبرها نتيجة سوء إدارة، تبقى الوقائع لافتة ومتشابهة إلى حد كبير.
“حبق”.. مسلسل لم يرَ النور
بدأت الحكاية مع مسلسل “حبق” الذي توقفت رحلته قبل أن يصل إلى الجمهور. الخلاف اشتعل بين الفنانة السورية سلاف فواخرجي والشركة المنتجة، التي استبدلتها بالفنانة كاريس بشار. لم يهدأ الجدل عند هذا الحد، فبعد دخول بشار نفسها في خلاف مالي مع الجهة المنتجة، لجأت إلى القضاء بدعوى نصب، لتتعقد أزمة العمل أكثر. الجمهور السوري تناول القصة بسخرية، معتبراً أن “لعنة سلاف” أصابت البديلة والمشروع معاً.
“النويلاتي”.. استبعاد جديد ونكسة أكبر
السيناريو تكرر في مسلسل “النويلاتي”، بعد استبعاد الفنانة كندا حنا من دون تفسير واضح، وبحسب التسريبات جاء القرار تلبية لرغبة بطل العمل سامر المصري. سرعان ما تحول المسلسل إلى مشروع متعثر، وانتهى بحريق متعمد في موقع التصوير تجاوزت أضراره مليوناً ونصف المليون دولار، وفق بيان شركة “غولدن لاين” المنتجة.
جذور الظاهرة تعود إلى “باب الحارة”
قبل هذه الضجة بسنوات، تحدث الفنان سامر المصري عن أسباب انسحابه من مسلسل “باب الحارة”، مؤكداً أن العمل فقد قيمته الدرامية بعد أجزائه الأولى، ووصف استمرار إنتاجه بأنه “مطمطة درامية وإنتاجية”. وأشار إلى مشاهد غير مقنعة وصلت إلى ظهور “طيارة تفجر الحارة”، معتبراً أن المسلسل كان يحتاج إلى إنهاء مبكر. هذه التصريحات شكلت أساساً لفكرة أن التخلي عن الرؤية الفنية الأصلية قد يؤدي إلى انهيار المشروع، وهي الفكرة التي أصبحت تُستخدم اليوم لتفسير سلسلة الإخفاقات المتتالية في أعمال أخرى.
الدراما الحقيقية تحدث خارج الشاشة
إخفاقات “حبق” و“النويلاتي” وغيرها تكشف أن الصراعات الإدارية، القرارات المتسرعة، واستبدال الفنانات بناء على اعتبارات شخصية، جميعها عوامل تنتج حالة من الفوضى تنعكس مباشرة على المشروع الفني. وعندما تتكرر تلك الأخطاء، يبدو انهيار العمل وكأنه نتيجة محتومة، حتى وإن وُصف إعلامياً بـ“اللعنة”.
ليست لعنة بل سوء إدارة
رغم انتشار المصطلح عبر مواقع التواصل، إلا أن ما يسمى بـ“لعنة الفنانات” يبدو أقرب إلى توصيف جماهيري لنتائج واضحة: غياب المهنية، التعامل غير المنصف مع عناصر العمل، واتخاذ قرارات مرتجلة تقود إلى أزمات مالية وفنية. النجاح الدرامي لا يقوم على الاستبدال السريع أو الصراعات الشخصية، بل على رؤية ثابتة واحترام متبادل بين الفنانين والمنتجين.