في مشهد يختلط فيه الدفء الإنساني برهافة الحضور الملكي، زارت جلالة الملكة رانيا العبدالله جمعية مار منصور الخيرية في عمّان، لتشارك مجموعة من الأطفال احتفالهم بعيد الميلاد المجيد، في زيارة تعكس شغف جلالتها الدائم بإسناد المبادرات الاجتماعية والإنسانية التي تعنى بالأطفال والعائلات المستورة في الأردن.

أناقة محتشمة بنبرة وجدانية
للمناسبة، اختارت الملكة رانيا إطلالة تُشبه مقصد الزيارة وروحها. ثوب أسود مزنّر بتناغم لافت، نسّقته مع قميص توب بني منقّط بالأبيض يمنح اللوك لمسة كلاسيكية دافئة، فيما انتعلت جزمة سوداء عملية وأنيقة، وتركت شعرها مفروداً بموجات عريضة تضيف نعومة إلى الإطلالة.
إطلالة تتماهى مع طبيعة الزيارة: هادئة، محتشمة، راقية دون تكلّف… تلك الألوان التي تحمل شيئاً من الخَفَر والرصانة التي تشتهر بها الملكة، وتكشف كيف تتكامل الموضة مع الرسالة الإنسانية، فتتقدّم البساطة الراقية على أي بهرجة.

جولة بين فرح الأطفال وأنشطة الميلاد
جلالتها جابت محطات الفعاليات التي أعدّها متحف الأطفال الأردن، حيث شاركت الصغار لحظات من الاندماج البريء:
– صناعة زينة شجرة الميلاد
– تشكيل كرة الثلج الزجاجية
– تحضير أكاليل الميلاد
– وتزيين بيت الزنجبيل الذي خطف اهتمام الأطفال بحميميته وروائحه العابقة بالتقليد.
كانت الملكة تنتقل بين الأنشطة بابتسامة دافئة، تحدّثهم، تستمع إليهم، وتمنح كل طفل لحظته الخاصة في العيد.

مشاركة وجدانية وهدايا تُشبه الفرح
لم تكن الزيارة بروتوكولية. فقد شاركت جلالتها الأطفال تنفيذ الأنشطة، وتبادلت معهم الأحاديث عن بهجة العيد ومعانيه، قبل أن ترافقهم في لحظة توزيع الهدايا التي انتظروها بشغف، في مشهد يغلب عليه الشعور بالألفة والانتماء.
كما دار حوار ودي بين جلالتها والراهبات والعاملين في الدار حول رمزية شجرة الميلاد ودور الجمعية في الحفاظ على روح المحبة لدى الأطفال.


استقبلت إدارة جمعية مار منصور جلالتها بحفاوة، ممثَّلة برئيس مجلس الإدارة سهيل كاليس، ونائب الرئيس كريم بواب، وراهبات الدار بقيادة الأخت الأم دانييلا، إلى جانب العاملين ومديرة الجمعية الأخت بلسم فراسو.
واستعرضت الإدارة جانباً من الخدمات الممتدة منذ تأسيس الجمعية عام 1957، ومن بينها دار الأطفال الذي تأسس عام 1974 واحتضن منذ ذلك الوقت أكثر من 600 طفل تتراوح أعمارهم بين 3 و18 عاماً، مع استمرار برامج الرعاية والدعم النفسي والاجتماعي إلى اليوم.


ملكة بقلب أم… تضع الأطفال في صدارة حضورها
من خلال هذه الزيارة، أكدت الملكة رانيا أنّ الأناقة ليست ثوباً فحسب، بل موقفٌ عطوف يضع الإنسان في الأولوية، وأنّ حضورها بين الأطفال في عيد الميلاد هو امتداد طبيعي لخط إنساني آمنَت به دائماً.
