هزّت جريمة قتل مروعة الأوساط السويسرية والعالمية، بعد أن أعلن المدعون العامون رسمياً توجيه تهمة القتل العمد لزوج المتسابقة السابقة في مسابقة ملكة جمال سويسرا، كريستينا جوكسيموفيتش. وتأتي هذه التطورات بعد تحقيقات مكثفة كشفت عن تفاصيل تقشعر لها الأبدان حول الطريقة التي نُفذت بها الجريمة، وسط ذهول من "البرود" الذي أظهره المتهم.
اكتشاف الفاجعة: الأب يعثر على طفلته ممزقة
بدأت خيوط الجريمة تتكشف في فبراير 2024، عندما تلقت عائلة كريستينا اتصالاً من حضانة طفليها يفيد بعدم حضورهما. انتاب القلق والديها، مما دفع والدها للتوجه إلى منزل الزوجية في بلدة بينينجن بالقرب من مدينة بازل.
هناك، واجه الأب المشهد الأكثر مأساوية في حياته، حيث عثر على أجزاء من جثة ابنته البالغة من العمر 38 عاماً داخل المنزل. وأظهرت تقارير التشريح اللاحقة أن القاتل لم يكتفِ بإنهاء حياتها، بل استخدم أدوات كهربائية، ومقصات حدائق، وحتى "خلاطاً كهربائياً" ومواد كيميائية للتمثيل بالجثة ومحاولة إخفاء معالمها.
رواية الزوج: ادعاء "الدفاع عن النفس" يسقط أمام الطب الشرعي
في مارس 2024، اعترف الزوج، المعروف إعلامياً باسم "توماس" (43 عاماً)، بقتل زوجته. وحاول المتهم تبرير فعلته أمام المحكمة الفيدرالية بادعاء أنه كان في حالة "دفاع عن النفس" بعد أن هاجمته كريستينا بسكين.
إلا أن تقرير الطب الشرعي الصادر في سبتمبر دحض هذه الادعاءات جملة وتفصيلاً، حيث أكد أن الوفاة نتجت عن الخنق. ووصف المحققون شخصية المشتبه به بأنها تعاني من:
انعدام تام للتعاطف الإنساني, مستوى مرتفع من النشاط الإجرامي والعدوانية وبرود دم غير مسبوق في التعامل مع الضحية بعد وفاتها.
بيان النيابة العامة وتوجيه التهم الرسمية
أعلنت نيابة "بازل لاندسشاف" يوم الأربعاء إحالة المتهم إلى المحكمة الجنائية بتهمتين رئيسيتين:
القتل العمد وانتهاك حرمة الموت
وجاء في البيان الرسمي: "انتهت التحقيقات الجنائية في جريمة بينينجن، ونفترض أن المتهم قتل زوجته في مسكنهما المشترك. هو الآن قيد الاحتجاز بانتظار المحاكمة، مع الحفاظ على مبدأ أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته".
حياة انتهت في ذروة نجاحها
تزوجت كريستينا من "توماس" في عام 2017، وكان الزوجان يعيشان حياة تبدو مثالية في منطقة راقية. كريستينا، وهي من أصول صربية، لم تكن مجرد وجه جميل؛ فقد فازت بلقب ملكة جمال شمال غرب سويسرا ووصلت لنهائيات ملكة جمال سويسرا، قبل أن تنتقل لمسيرة مهنية ناجحة كمدربة ومستشارة للمتسابقات الجدد.
ونعت ملكة جمال سويسرا السابقة، كريستا ريجوتزي، صديقتها الراحلة بكلمات مؤثرة عبر إنستغرام، قائلة: "لقد كانت امرأة جميلة وطيبة القلب.. كل تفكيري الآن مع ابنتيها اللتين فقدتا والدتهما بهذه الطريقة الفظيعة".
يبقى الرأي العام السويسري في حالة ترقب لموعد المحاكمة، التي من المتوقع أن تكشف عن المزيد من خبايا هذه الجريمة التي وصفت بأنها الأبشع في تاريخ المنطقة الحديث.