بعد عودة اسم الفنانة الكبيرة عبلة كامل إلى صدارة النقاش العام عقب إدراجها ضمن قرار علاج عدد من كبار الفنانين على نفقة الدولة، تجددت الأسئلة حول حالتها الصحية، وما إذا كانت تعاني من مرض خطير تسبب في غيابها الطويل عن الساحة الفنية. مصادر قريبة من الفنانة كشفت الصورة الكاملة، ووضعت حدًا نهائيًا لسلسلة الشائعات التي لاحقتها خلال العامين الماضيين.
بداية القصة.. صورة عائلية فجّرت التأويلات
القصة بدأت منذ أشهر، مع تداول صورة لعبلة كامل خلال مناسبة عائلية، ظهرت فيها بجوار أحد أقاربها. الصورة بدت عادية في ظاهرها، إلا أن ملاحظة ثبات ذراعها الأيسر وعدم حركته كما اعتاد الجمهور أشعلت موجة من التفسيرات، خاصة مع ابتعادها التام عن الأضواء منذ آخر ظهور فني لها في الجزء الأخير من مسلسل «سلسال الدم» عام 2018.
سنوات من الشائعات بسبب الغياب التام
منذ 2023 وحتى نهاية 2025، لم تهدأ الشائعات حول الحالة الصحية لعبلة كامل. تنوعت الروايات بين الإصابة بالسرطان، وفقدان الحركة، ووصولًا إلى الحديث عن حالة حرجة. غيابها الكامل عن الإعلام، ورفضها الظهور أو التعليق، خلق فراغًا استغلته مواقع التواصل الاجتماعي لتحويل أي معلومة غير مؤكدة إلى “خبر متداول”.
نفي رسمي قاطع: لا سرطان ولا أمراض خبيثة
أخطر ما تم تداوله كان شائعة إصابتها بسرطان متقدم، والتي انتشرت بقوة خلال عام 2024 وبداية 2025. هنا خرج الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، ليضع حدًا نهائيًا للجدل، مؤكدًا في أكثر من تصريح أن عبلة كامل لا تعاني من أي أمراض خبيثة، وأن كل ما يقال عن صراعها مع المرض غير صحيح، موضحًا أن ما تمر به لا يتجاوز متاعب سن طبيعية.
أحمد كمال: ابتعادها اختيار شخصي
الفنان أحمد كمال، طليق عبلة كامل ووالد بناتها، كان دائمًا في مقدمة من يردون على الشائعات. وفي تصريحات له خلال رمضان 2025، عبّر عن غضبه من تداول الأكاذيب، مؤكدًا أن حالتها الصحية جيدة جدًا، وأن قرارها بالابتعاد عن الفن لا علاقة له بالمرض، بل هو مزاج فني ورغبة شخصية في التفرغ لحياتها الخاصة.
قرار العلاج على نفقة الدولة.. لماذا أسيء فهمه؟
نقطة التحول الكبرى جاءت مع صدور قرار رئاسي بعلاج عدد من كبار الفنانين على نفقة الدولة، وضم القائمة أسماء مثل نجوى فؤاد، عبدالله مشرف، جميلة عزيز، إلى جانب عبلة كامل. البعض اعتبر القرار دليلًا على إصابتها بمرض خطير، إلا أن أشرف زكي أوضح أن هذا الإجراء يأتي في إطار الرعاية والتكريم، وليس بالضرورة بسبب أمراض مميتة، مؤكدًا أن معظم الحالات تعاني من متاعب مرتبطة بتقدم العمر فقط.
مكالمة كشفت الكثير عن حالتها
وسط الجدل، كُشف عن موقف لافت، عندما تواصلت عبلة كامل بنفسها مع نقيب الممثلين لمنعه من تقديم استقالته، قائلة له إن النقابة “للغلابة” ولا يجوز تركها. هذه المكالمة، بحسب مقربين، كانت دليلًا واضحًا على أنها بكامل وعيها الذهني، ومتابعة لما يدور حولها، وتنفي تمامًا أي حديث عن ضعف ذهني أو عزلة قسرية.
رفض التكريم.. قرار ثابت بالغياب
الفنان حسين فهمي كشف أن إدارة مهرجان القاهرة السينمائي حاولت تكريم عبلة كامل خلال دورة 2025، لكنها رفضت الظهور أو الحضور بشكل قاطع. هذا الرفض اعتبره مقربون تأكيدًا جديدًا على أن غيابها نابع من قرار شخصي ثابت، وليس نتيجة عجز صحي أو ضغوط قهرية.
حياة هادئة وروحانية بعيدًا عن الأضواء
تقارير صحفية تحدثت عن ميل عبلة كامل في السنوات الأخيرة لحياة أكثر هدوءًا وروحانية، مع زيارات متكررة للمدينة المنورة. مصادر قريبة أشارت إلى أن رحيل عدد من أصدقائها، وعلى رأسهم الفنان محمود الجندي، ترك أثرًا نفسيًا عميقًا لديها، ودفعها لتفضيل العزلة، دون أن يصل الأمر إلى أي تشخيص مرضي نفسي.
حسابات وهمية وشائعات عن بناتها
تزامنًا مع ذلك، انتشرت حسابات مزيفة تحمل اسم عبلة كامل، وصور لفتيات قيل إنهن بناتها ويحفظن القرآن. الأسرة نفت كل ذلك بشكل قاطع، مؤكدة أن الفنانة لا تمتلك أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تستخدم هاتفًا ذكيًا، وأن بناتها الحقيقيات هما زينب وفاطمة، ويعيشن حياة بعيدة تمامًا عن الإعلام.
الحقيقة الكاملة عن وضع عبلة كامل
وفق متابعة دقيقة لكل التصريحات الرسمية وشهادات المقربين منذ 2023 وحتى نهاية 2025، تتلخص الصورة في أن الحالة الصحية لعبلة كامل مستقرة ومطمئنة، ولا تتعدى متاعب سن طبيعية، وحالتها الذهنية سليمة تمامًا. غيابها الفني هو اعتزال فعلي غير معلن، والدعم الرسمي الذي حصلت عليه يأتي في إطار التقدير والرعاية، لا الاستجابة لطارئ صحي. وباختصار، عبلة كامل غائبة بإرادتها، لا غائبة بسبب المرض، ولا تزال حاضرة في وجدان جمهورها رغم الابتعاد.