TRENDING
Reviews

«مش مهم الاسم»… دراما بلا دموع تبتعد عن الحشو وتقترب من الواقع

«مش مهم الاسم»… دراما بلا دموع تبتعد عن الحشو وتقترب من الواقع


"مش مهم الاسم" دراما رومانسية خفيفة، يعرض على "شاهد" خالية من الأسى والبكاء والتعقيدات الدرامية الحزينة. عمل رقيق يمر كنسمة سريعة وخفيفة، مع أبطال محترفين وكاتبة "كلوديا مارشيليان" تعرف كيف تشبك القصص الحياتية العادية بقالب درامي ينضح تشويقًا، ومخرجة "ليال راجحة" تأتي بالإيقاع السريع وتُصوِّب كاميرتها حول حياة الشباب وعلاقاتهم واهتماماتهم وسحر حضورهم، بعفوية تُنسي المشاهد أنه في وسط عمل درامي.

نجاح هذا العمل يكمن في سرعته وابتعاده عن الحشو والحوارات المملة، وإن أتت بعض المشاهد مسهبة، فكاميرا الإخراج حوّلتها لمتعة بصرية واختصار لحياة شباب يقيّدهم الحب وتفجّرهم الأحلام.


أندريا طايع الأداء الملفت

الوجه الجديد الشاب "أندريا طايع"، الآتية من مسلسل الروابي، استطاعت بعفويتها وجمالها الطبيعي أن تخطف المشهد في العمل وتتربع في قمة الشخصيات، وتؤدي دورها بنجاح ملفت.


معتصم النهار يجتاز المطبات بنجاح

معتصم النهار، بطل هذا العمل، استطاع أن يقطع هوّة العمر بينه وبين البطلة، ويجسّد دوره المشطور بين عامل فاليه باركينغ وبين الثراء، بادعائه أنه ابن ثري ويعيش الرفاهية والفخامة. وهذا الانشطار في الشخصية وضع العمل في خانة الكوميديا الطرية التي استطاع معتصم النهار اجتيازها بنجاح، وخلق تلك التوأمة مع بطلة تصغره بكثير دون أن نشعر بفارق السن.


الشخصيات محرك العمل

ويزداد تماسك العمل حين يتكشّف رهانه الأساسي على الشخصيات بوصفها محرّك الحكاية وليست مجرد أدوات سرد. فـ«مش مهم الاسم»، رغم بساطة قصته الظاهرة، ينجح في خلق كثافة إنسانية عبر شخصياته الأساسية والثانوية على حدّ سواء، واضعًا الممثل في قلب المشهد.

هذا الخيار الإخراجي الذي اعتمدته ليال راجحة، بالتركيز على الهوية النفسية للشخصيات ومشاعرها، منح العمل صدقيته وقربه من الواقع، حتى في لحظاته الدرامية غير المنطقية.


الكيمياء بين معتصم النهار واندريا طايع مقنعة

كما أنّ الثنائية غير التقليدية بين معتصم النهار وأندريا طايع، على اختلاف العمر والخبرة، أثبتت نجاحها بفضل كيمياء صادقة أقنعت الجمهور، ورسّخت العلاقة بين «يزن» و«لارا» بعيدًا عن التصنّع، ضمن قالب خفيف يلامس قضايا مثل ادّعاء الثراء، الخيانة، والنفاق العاطفي من دون ثقل أو مباشرة.

الإيقاع السريع وابتعاده عن الملل

أجمل ما في هذا العمل إيقاعه السريع، طراوته، شخصياته المحترفة في عالم التمثيل، وإطلالته على الكثير من القضايا العائلية والشبابية، سواء حب المال أو العلاقات الغرامية أو الخيانة أو الحب المزيف الانتهازي، فكل شخصية قدّمت دورها على العلن بكل أريحية وبساطة، دون افتعال ودون مشاهد مملة بتنا مؤخرًا نشهد انتشارها في الأعمال الدرامية.