بعد ساعات قليلة من عرض الجزء الثاني (Volume 2) من مسلسل Stranger Things على منصة نتفليكس، بدأت ردود الفعل النقدية الأولى بالظهور من وسائل إعلام عالمية تُعد مرجعًا أساسيًا في تقييم الدراما التلفزيونية. هذه المراجعات كشفت سريعًا أن العمل الجديد يقف في منطقة وسطى، حيث يجمع بين الإبهار الفني وبعض خيبات الأمل السردية.

تقييم نقدي أولي: إعجاب مشوب بالتحفّظ
النقاد أجمعوا على أن الجزء الثاني يواصل الرهان على الضخامة الإنتاجية والبعد العاطفي، لكنه في المقابل لا ينجو من انتقادات تتعلق بالإيقاع وبنية الحكاية. الانطباع العام يشير إلى تجربة ممتعة بصريًا، لكنها ليست بالضرورة الأكثر تماسكًا دراميًا في تاريخ السلسلة.
من ناحية الإيجابيات، أشادت المراجعات بالمستوى الإنتاجي العالي الذي يعكس حجم الاستثمار الذي تضعه نتفليكس في العمل حتى مراحله الأخيرة، إلى جانب الأداء التمثيلي القوي الذي أعاد التركيز على العلاقات الإنسانية بين الشخصيات، وهو ما شكّل أحد أعمدة نجاح Stranger Things منذ انطلاقه. كما حظيت مشاهد الأكشن والرعب بإشادة خاصة، نظرًا لإخراجها السينمائي وقدرتها على خلق تصعيد بصري يواكب اقتراب النهاية.
في المقابل، برزت ملاحظات نقدية واضحة حول الحبكة التي وُصفت بأنها مثقلة بالشرح والتفاصيل، ما أثر على سلاسة السرد وجعل بعض الحلقات تبدو أبطأ من المتوقع. عدد من النقاد رأوا أن الجزء الثاني يمنح إحساسًا بأنه مرحلة تمهيدية أكثر منه فصلًا مكتملًا، وكأن الهدف الأساسي هو إعداد الأرضية للنهاية الكبرى بدل تقديم ذروة درامية قائمة بذاتها. هذا الشعور انعكس أيضًا على الإيقاع، الذي اعتُبر أضعف مقارنة بالجزء الأول من الموسم نفسه.

بين النقاد والجمهور: انقسام متوقّع
ردود فعل الجمهور على مواقع التواصل ومنصات النقاش جاءت متناغمة مع المزاج النقدي العام. فبينما عبّر بعض المتابعين عن رضاهم بالمشاهد المؤثرة واللحظات القوية التي لا تزال تحافظ على روح المسلسل، رأى آخرون أن السلسلة بدأت تعاني من الاستهلاك السردي، وأن الجزء الثاني لم يحقق القفزة النوعية التي كان ينتظرها الجمهور قبل الختام.
اختبار حقيقي قبل النهاية
في المحصلة، لا يمكن وصف الجزء الثاني من Stranger Things بالفشل، لكنه أيضًا لم يحقق إجماعًا نقديًا باعتباره إنجازًا حاسمًا. هو عمل قوي من حيث الشكل، غني بالمشاعر، لكنه يترك أسئلة مفتوحة حول قدرة المسلسل على إنهاء رحلته بطريقة تليق بمكانته.
الرهان الآن كلّه على الخاتمة المنتظرة، حيث يتفق النقاد والجمهور على أمر واحد:
النهاية وحدها ستحدد ما إذا كان «سترينجر ثينجز» سيودّع جمهوره من القمة… أم يترك خلفه شعورًا بنهاية لم تكتمل كما ينبغي.
