TRENDING
السينما المصرية تودع المخرج الكبير داوود عبد السيد

فقدت السينما العربية والمصرية صباح اليوم واحداً من أبرز أعمدتها ومفكريها، المخرج الكبير داوود عبد السيد، الذي رحل عن عالمنا بعد صراع مع المرض، تاركاً وراءه إرثاً سينمائياً خالداً أعاد صياغة مفهوم الواقعية في الفن السابع. ونعى الوسط الثقافي والفني الراحل بوصفه صاحب رؤية فلسفية خاصة، استطاع من خلالها الغوص في أعماق النفس البشرية وتفاصيل المجتمع المصري.


تفاصيل الجنازة وموعد الوداع الأخير

كشف الموسيقار راجح داوود، الصديق المقرب للراحل ورفيق دربه الفني، عن ترتيبات الجنازة، حيث أكد في تصريحات صحفية أنه سيتم تشييع الجثمان يوم غد الأحد من كنيسة مارمرقس بمنطقة مصر الجديدة. وأوضح داوود أن موعد ومكان العزاء لم يتم تحديدهما بعد بشكل نهائي، انتظاراً لانتهاء كافة الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة لعملية الدفن.


من مدرسة يوسف شاهين إلى استقلال الرؤية

بدأ داوود عبد السيد (مواليد 1946) مسيرته المهنية كمساعد مخرج لعمالقة السينما، حيث عمل مع يوسف شاهين في فيلم "الأرض"، ومع كمال الشيخ في "الرجل الذي فقد ظله". ورغم بدايته الواعدة، إلا أنه قرر التوقف عن العمل كمساعد، مصرحاً في وقت سابق بأنه لم يجد نفسه في تلك المهنة التي تتطلب تركيزاً إدارياً لا يتناسب مع شغفه الفني، ليقرر الانطلاق نحو السينما التسجيلية التي مكنته من الاحتكاك المباشر بالشارع المصري، منتجاً أعمالاً هامة مثل "وصية رجل حكيم" و"عن الناس والأنبياء والفنانين".


إرث سينمائي حافل بالروائع

يعد عبد السيد من المخرجين القلائل الذين جمعوا بين التأليف والإخراج، وقد قدم للسينما المصرية مجموعة من أهم أفلامها في القرن العشرين والواحد والعشرين، منها:

الكيت كات: الذي يعد علامة فارقة في تاريخ السينما.

أرض الخوف: الذي قدم من خلاله رؤية فلسفية لرحلة الإنسان.

رسائل البحر: العمل الذي نال استحساناً نقدياً واسعاً.

الصعاليك، سارق الفرح، ومواطن ومخبر وحرامي: وغيرها من الأعمال التي شكلت وجدان محبي السينما.

اتسمت أعمال داوود عبد السيد بالعمق والهدوء، حيث لم يكن مجرد مخرج ينفذ سيناريو، بل كان "فيلسوفاً" يستخدم الكاميرا لاستنطاق المسكوت عنه في المجتمع، مما جعل رحيله يمثل خسارة فادحة لمدرسة السينما الجادة والملتزمة بقضايا الإنسان.