TRENDING
كلاسيكيات

في ذكرى رحيله الأولى… محاولة اغتيال غيّرت حياة أحمد عدوية إلى الأبد

في ذكرى رحيله الأولى… محاولة اغتيال غيّرت حياة أحمد عدوية إلى الأبد

تحل اليوم الذكرى الأولى لرحيل النجم الشعبي الكبير أحمد عدوية، الذي غادر عالمنا في 29 ديسمبر 2024، بعد مسيرة فنية استثنائية صنعت جزءًا أصيلًا من وجدان الشارع المصري، وترك خلالها بصمة لا تُمحى في تاريخ الأغنية الشعبية.

وفي هذه المناسبة، تعود إلى الواجهة واحدة من أخطر وأصعب المحطات في حياة عدوية، تلك التي لم تغيّر مساره الفني فقط، بل أعادت تشكيل حياته بالكامل، بعدما نجا من محاولة اغتيال كادت تودي بحياته في أواخر الثمانينيات.

محاولة اغتيال داخل فندق بالقاهرة

في يونيو 1989، تعرض أحمد عدوية لحادث غامض داخل أحد فنادق القاهرة، بعدما دُسّت له كميات خطيرة من المواد المخدرة في مشروب دون علمه، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة تامة استمرت أسابيع، وسط حالة من الصدمة داخل الوسط الفني والرأي العام.

الحادث لم يكن مجرد أزمة صحية عابرة، بل واقعة جنائية شائكة، كشفت التحقيقات لاحقًا عن تورط شخصية خليجية نافذة، ما فتح الباب أمام واحدة من أكثر القضايا غموضًا في تاريخ الفن المصري.

غيبوبة طويلة وتلف في المخ

أثبتت التقارير الطبية أن عدوية تعرض لتسمم حاد تسبب في تلف أجزاء من المخ، ما أدى إلى فقدانه القدرة على الحركة والنطق لفترات طويلة، ودخوله في رحلة علاج شاقة داخل مصر وخارجها، استمرت لسنوات.

ورغم نجاته من الموت، إلا أن الحادث ترك آثارًا دائمة، حيث ابتعد عدوية قسرًا عن الغناء لنحو خمس سنوات، ولم يستعد بعدها كامل لياقته الفنية أو الصحية، ليكون ذلك الحادث بمثابة نهاية غير معلنة لمرحلة مجده الذهبي.


القضية والقصاص المتأخر

بعد سنوات من الحادث، عاد اسم المتهم الرئيسي للظهور في قضايا كبرى تتعلق بتجارة المخدرات، وصدر بحقه حكم بالإعدام في بلاده، ليعتبر كثيرون ذلك نهاية مأساوية لشخصية لعبت دورًا محوريًا في تدمير حياة أحد أهم رموز الغناء الشعبي.

ورغم كل ما تعرض له، اختار أحمد عدوية التسامح، وكرر في أكثر من مناسبة أن الله أنقذه من الموت، وأنه لا يحمل ضغينة لأحد، مكتفيًا بالقول إن “العدل الإلهي لا يخطئ”.


عدوية… الغياب الجسدي والحضور الدائم

في ذكرى رحيله الأولى، لا يُستدعى اسم أحمد عدوية كمطرب فقط، بل كقصة إنسانية قاسية لفنان دفع ثمن الشهرة، ونجا من الموت، لكنه خسر جزءًا كبيرًا من حياته الفنية في واحدة من أكثر الوقائع إيلامًا في تاريخ الفن.

ويبقى أحمد عدوية حاضرًا بصوته وأغانيه، كأحد أعمدة الأغنية الشعبية، ورمزًا لفن خرج من الناس وعاد إليهم، مهما حاولت المآسي كسره.