يحتفل اليوم، 26 حزيران/يونيو 2025، بذكرى ميلاد المطرب الشعبي الكبير أحمد عدوية، الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1945، وحقق لنفسه مكانة استثنائية في عالم الغناء المصري والعربي. يعتبر أحمد عدوية واحدًا من أبرز المطربين الشعبيين في تاريخ مصر، حيث استطاع أن يقدم نوعًا من الغناء الذي يعكس أصالة الشارع المصري في السبعينيات والثمانينيات، وجذب إليه جمهورًا واسعًا في كل أنحاء العالم العربي.
أحمد عدوية.. سيرة فنية ملهمة
قدّم أحمد عدوية العديد من الأغاني التي دخلت قلوب المصريين من أول لحظة، ولقبته الجماهير بـ "أمير الغناء الشعبي". عُرف عدوية بقدرته الفائقة على اختيار كلمات أغانيه التي كانت تعكس حياة الناس اليومية وتعبّر عن أحوالهم، فغنى عن الحارة، والشوارع، والأماكن التي يتردد عليها المواطن البسيط.
كلمات أغانيه.. بين البساطة والإبداع
من أشهر أغانيه التي حفظها الناس عن ظهر قلب: "السح الدح امبو" و"زحمة يا دنيا زحمة"، حيث كانت كلمات هذه الأغاني مليئة بالتفاصيل البسيطة التي يتداولها الجميع في حياتهم اليومية، مما جعلها تلامس شغاف القلوب.
في حوار له مع الإعلامي الشهير طارق حبيب، كشف عدوية عن معاني بعض الكلمات التي استخدمها في أغانيه، مثل "السح الدح إمبوه"، حيث قال: "السح يعنى ده وحش، والدح يعنى ده حلو، وإمبو يعنى ده مية.. كلنا بنقول إمبوه". وأضاف أنه كان يروي الأغنية بطريقة مألوفة للأطفال في الحي، وكان يهدف إلى جعلها تعبيرًا عن حال الطفل الذي يحتاج إلى الحنان.
"قرقشندي دبح كبشة" وذكريات الطفولة
في حديثه عن كلمات أغنيته الشهيرة "قرقشندي دبح كبشة"، قال عدوية: "قرقشندي يعني الجزار، وكبشة يعني الخروف، وكانوا يقولون هذا المثل الشعبي في أيام الطفولة. كانت الأغنية مليئة بالصور الشعبية التي يعشقها الجمهور المصري، وكانت تُعبر عن مواقف حياتية عادية ولكن بأسلوب شعبي خفيف".
أحمد عدوية في الذاكرة
رحل أحمد عدوية عن عالمنا في 29 ديسمبر 2024 عن عمر يناهز 79 عامًا بعد صراع مع المرض، ولكن أعماله الفنية ستظل خالدة في ذاكرة الأجيال. ترك إرثًا من الأغاني الشعبية التي تظل تُردد حتى اليوم في الأفراح والمناسبات، وتظل أغانيه تُعبر عن هموم الناس وأفراحهم.
أحمد عدوية ليس مجرد مطرب شعبي، بل هو جزء لا يتجزأ من تاريخ الموسيقى المصرية والعربية، سيظل اسمه محفورًا في الذاكرة، وسيظل يُغني في القلوب طوال الأزمان.