TRENDING
هند رستم في ذكرى وفاتها الـ12.. رحلت ولم تجب على السؤال اللغز

في مثل هذا اليوم 8 آب\أغسطس من العام 2011، رحلت هند رستم "ملكة الأغراء"، التي تربعت على عرشها دون أن تترك خلفها من يرث تركتها في عالم الأضواء والفن السابع.

هند رستم الفنانة التي تخلت عن ميدانها بعمر 48 سنة، وانزوت في بيتها وهي في عز انطلاقتها وشبابها، مشكّلة صدمةَ ليس إلى جمهورها فحسب، بل بين أبناء كارها أيضاً.

صاحبة اكبر أرشيف سينمائي تجاوز المئة فيلم وضعت كل هذا النجاح جانباً وعاشت بين جدران بيتها، زوجة أقرب الى سيدة تقليدية تسهر على راحة زوجها وابنتها الوحيدة "بسنت".

دقيقتان غيّرتا مصيرها

هي ابنة الإسكندرية الارستقراطية المولودة في عام 1931 لأب من أصول شركسية وأم مصرية، انطلقت في أوّل ظهور فني لها عام 1947 وهي لم تتجاوز 16 عاما، قبلها بسنة، ظهرت في أغنية «اتمخطري يا خيل» لمدة دقيقتين كـ«كومبارس» تركب حصانًا خلف ليلى مراد في فيلم «غزل البنات» مع نجيب الريحاني وليلى مراد ويوسف وهبي، ثم توالت بعد ذلك الأدوار الصغيرة حتى التقت بالمخرج حسن رضا الذي تزوّجها لاحقا، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة، وبدأت رحلة النجومية في السينما.

ملكة الإغراء ولكن..

"مارلين مونرو الشرق" هو لقبها الأحب الى قلبها، فهي لم تكن تفخر بلقبها كملكة إغراء، وعاتبت فوزي مفيد الذي أطلق عليها هذه التسمية فهي كانت تجد نفسها أكبر من مجرد جسد وملكة إغراء.

وقد يكون هذا اللقب ضيقاً أمام فنانة رسمت حضوراً في أدوارٍ عديدة، فهي أدت دور النجمة المشهورة في أربعة أفلام، والراقصة في 19 فيلم، وفتاة الليل في 7 أفلام ، إلا أنّها أدّت أيضاً دور المرأة الصعيدية والراهبة والأم والشاعرة وشخصيات درامية أخرى، عدت بما يزيد عن 56 شخصية كانت بعيدة كل البعد عن الدلع والصبغة الأنثوية، لكن بقي هذا اللقب لصيقاً بها حتى يومنا هذا دون أن تنتزعه منها فنّانة أخرى.

لم تسقط النجومية على هند رستم بالمظلة بل بقيت مستترة وشبه مغيبة، فمثلت حوالي 9 أفلام لم تظهر فيها أكثر من كومبارس، إلى أن لاحظ حضورها المخرج حسن الإمام الذي استطاع أن يبلور شخصيتها ويرسم ملامحها الفنية.

وكانت البداية من فيلم "بنات الليل" الذي أنتجه وأخرجه لها خصيصاً بعد أن كانت قد جذبته في مشهد عابر في فيلم "الملاك الظالم" الذي أخرجه سنة 1954 من بطولة فاتن حمامة.

الإغراء الرصين

عاشت هند رستم في العصر الذهبي للسينما المصرية مشكلة أحد أعمدة ذاك الزمن الجميل، وما كان ينافسها أحد سوى مارلين مونرو. ابتكرت ملعبها الجديد الذي سينافس أيقونة الفن في الغرب.

استطاعت هند أن تبتكر لنفسها شخصية، فالإغراء في السينما والفنّ كان بتقديم مضمون بأسلوب جميل ومتقن وساحر للعين والحواس والعقل. وليس ذاك الاغراء المبتذل الذي يكون أشبه بالشتيمة.

لم تكن هند رستم وحدها في ذاك الزمن المنتفض بالفن والذي سيؤسس لنهضة السينما، فهي الى جانب فاتن حمامة ومريم فخرالدين وشادية وصباح وماجدة جميعاً بصمن وأسسن قاعدة الهرم السينمائي.

السؤال اللغز

السؤال الذي بقي يحير الجميع لماذا اعتزلت في عز تألقها، بعد آخر فيلم لها "حياتي عذاب" عام 1979 (إخراج علي رضا)، ودعت بعده التمثيل رافضة كل محاولات إثنائها عن هذا القرار، حتى رحيلها في الثامن من آب/ أغسطس 2011 حيث فضّلت البقاء في بيتها الى جانب زوجها الدكتور محمد فياض.

لم تجب هند على هذا السؤال يوماً، لكن ابنتها بسنت رضا في احدى الحوارات الصحافية قالت إنّ أسباب الاعتزال في سن مبكر، يعود إلى شعورها بتردي الأوضاع في الوسط الفني، كما أن هند رستم أحبت الحياة الأسرية بشكل كبير.

وأشارت إلى أنّ والدتها كانت تذهب إلى التصوير ملتزمة بمواعيدها، لتفاجئ بأن هناك فنانين ما زالوا في بداية طريقهم يتأخرون عن مواعيدهم، وهو ما جعلها تقرر الابتعاد والاعتزال بسبب تلك الأوضاع.

وأوضحت أنّ والدتها لم تكن الأعلى اجراً، حيث كانت تحتل المرتبة الثانية بعد فاتن حمامة وكانت تتقاضى 4 الاف جنيه في ذاك الوقت واستغلت تلك الأموال من اجل شراء فيلا في المعادي.

وفي مقلب آخر كشف الناقد الفني طارق الشناوي، أنّ هند رستم التي قدمت أكثر من 100 عمل، أكدت أنها لم تعجب سوى بـ 15 فيلما فقط مما قدمته.

يبقى اسم هند رستم بيرقاً وذاكرة في السينما العربية، وأيقونة تشبّه نطلقها عند كل جمال وأنوثة.


يقرأون الآن