TRENDING
هيفاء وهبي في

على إيقاع الإحساس والتعبير أطلقت هيفاء وهبي كليب أغنية "وصلتلها".
 لم تكن هيفاء تحتاج إلى كليب لتحقق النجاح. فهي كانت قد حصدته سلفاً قبل ذلك وتصدرت أغنيتها المراتب الأولى. وعندما أتت بالصورة والصوت معاً أحدثت ضجة وبات النجاح تفوقاً.

يوم واحد مرّ على الكليب وملايين المشاهدات حصدت. ومنذ أن دقت الساعة الأولى لهذا الإصدار كانت هيفاء متصدرة السوشال ميديا، وكل الأسماع لها.


لم تغالي هيفا في هذا الكليب بل جاءت تفرش ما عندها من سمات. صوتها الطبيعي يقول:" حبيبي وين صرت؟ انا مزبطة حالي وجاهزة". لكن الحبيب لم يأتِ فأشعلت هيفا سيجارتها وراحت تنفخ اندثار الحب، محبطة متألمة لكن غير مستسلمة.

امرأة تنتظر قدوم الحبيب وهي بكامل أناقتها وجواهرها وعطرها، كان من المفترض أن تطير عشقاً وهياماً لكن الخيبة أكلتها. فشلحت نفسها فوق فراش وكنبة الانتظار والتفكير وملامح الوجع تظهر من خلال دخان السيجارة، تنفخ فيها انتهاء الوعد ويتضح الموقف الذي يجب أن يكون. تخلع ما عليها من حلي وتنزع ثوب احتفاء لم يحصل ومدت نفسها بجرعة من قوة.

"وصلتلها خلاص وضمنتها في صفك

فا روحت راكنها في رفك تيجيلك هي

وانت اللي بقيت بتروح

بتهملها عشان هي

عليك باقية

فاكرها ضعيفة مش لاقية

نسيت إنك وصلتلها بطلوع الروح"

امرأة لا تقبل الانكسار ولا تقبل الانتظار ولا الوعود الكاذبة ولا الركن على حفافي الزمن والأيام. من ثوب الوهج الكاذب خرجت، من التأنق الموعود انتفضت. ارتدت ثياب الحرية وقادت سيارتها تجوب ليل المدينة وتردد عزة نفسها وتشد حزام أمانها وتنطلق تنشد العناد والغياب.

"فاخُد بالك

دي قادرة تغيب

وزي ما ماسكة فيك هتسيب

وتبعد عادي وتعاندك

وما يكونلكش فيها نصيب"


تنشد هيفا من هذا الكليب حياة قوة، والانتفاض على كل حب مسموم، تظهر كيف تخرج من كل وعدٍ كاذب نحو بعث جديد.

 تحبس دمعتها تشرب غضبها وتنطلق غير أبهة تجمع حطام نفسها وتبني مملكتها من جديد تحت أضواء الحياة.

جرعة الكرامة والعناد والانتفاض التي صيغت في كلمات هذه الأغنية كبير فلا ترنح ولا ترجي ولا عتاب. بل إصرار وقدرة على تخطي الإهمال والمضي قدوماً نحو الغد بدون حب مزيف.

أدّت هيفاء هذه الاغنية بروحية الإحساس العالي فوصلت للقلوب بسرعة. صوتها يأتي من داخل الأعماق وفي العمق نفسه حطت عند مستمعيها. فكانت أغنية ذهبية في أرشيفها.

اللحن الذي أتى خافتاً ومتمايلاً وصوت هيفاء يعلو في أماكن كثيرة فوق العزف، أعطى الأغنية إحساساً مرتفعاً هادراً على خفوته وقوي على رقته. فلامست الأعماق كما أتت هيفاء بها بكل أعماقها.

وكما هي هيفاء في الغناء فهي أكبر في الأداء والتمثيل. فزادت على صوت الأغنية حضوراً فوق حضور. ومثلت الكلمة بالصورة. وأعطت اللحن أبعاد شخصيتها في الكليب، امرأة تتسلح بالتمرد والعصيان وتضع نصب عينيها الانتصار والاستمرار.

رسالة هيفاء وصلت في الكليب وهي القادرة ان تخلق حقلاً من مغناطيس حولها. توزّع سطوتها وجمالها وتعبر بكل ما ملكت عن حالة امرأة لا تقبل الانهزام والانصياع والإهمال.  وقادرة أن تقول "انا بدي فلّ" عندما يقتضي الأمر ذلك. غير أبهة وتنطلق في مسارها تبني مجداً جديداً لها.   

 

يقرأون الآن