Kill me if u dare "اقتلني إن كنت تجرؤ" فيلم بولندي من نوع الكوميديا السوداء يعرض على "نتفليكس ".يستحق المشاهدة لمن يرغب أن يتابع فيلماً خارج المألوف.
قصة الفيلم واقعية
كيف يمكن للمال أن يخرب حياتنا وهدوءنا ويقلب نفسيتنا رأساً على عقب ونصبح أشرار مع توفر الكثير منه؟
يحكي الفيلم عن ناتاليا وبيوتر، وهما زوجان سعيدان يفوزان بالجائزة الكبرى في اليانصيب. جائزة بقيمة 5 مليون زلوتي نقلتهما إلى عالم الثراء، لكن احتفالاتهما المبهجة لم تدم طويلاً، إذ تبدأ سلسلة من الحوادث المؤسفة المضحكة في جعل كل منهما يعتقد أن الآخر يخطط لموته، ليصبح بالفعل لدى كل منهما نوايا قاتلة.
وما يؤجج الوضع المأساوي بينهما هو قيام أفضل أصدقائهما بتأجيج نيران نظريات المؤامرة. ويتورط الزوجان اللذان كانا سعيدين في السابق في صراع هستيري.
جمال الكون لا يعوض عن سوداوية النفوس
يذهب الزوجان في رحلة إلى أحد المنتجعات الراقية، إذ طالما حلمت الزوجة الشابة بمثل هذا المكان الجميل وسط الجبال.
لكن الشك بنوايا بعضهما كان أكبر من أن يستمتعا بجمال المكان. فيتدهور الوضع أكثر بينهما وتبدأ مخططات القتل.
يتوقع كلٌ منهما أن يقوم الطرف الآخر بالتحرك للحصول على الثروة. في هذه الحكاية الكوميدية القاتمة، يحتل الجشع والخيانة مركز الصدارة، ويدعونا إلى رحلة متقلبة من العواطف والمكائد. وبينما نتابع الزوجين اللذين انتقلا من صخب المدينة إلى الجمال الطبيعي المذهل لملاذ عطلتهما، تطرح أسئلة تتعلق بمواقع تصوير الفيلم التي تؤطر سرده بأناقة.
الأصدقاء الأشرار
يسلط الفيلم النظر على أصدقاء الزوجين كيف اجتمعا معاً في مخططات الشر من أجل أن يفوزا بالمال. ما يفتح مجالاً للتفكير بماهية الأصدقاء الذين يدعون المحبة وغايتهم نفعية واستغلالية. وكيف أن المال يحرم المرء من مزاياه الإنسانية وقادر أن يغير صاحبه ليصبح شريراً بعد أن كان محباً.
التناقض بين البشرية والطبيعة
مع تقدم القصة، ينتقل الحدث إلى المنطقة الجبلية الهادئة خارج وارسو، حيث يبحث الزوجان عن ملجأ من شكوكهما المتزايدة. يسافر الزوجان بالسيارة على طول الطرق الجبلية المتعرجة، ويصلان إلى كوخ منعزل في الغابة، في بلدة خلابة تقع على ضفة نهر واسع. تم تصوير هذه المناظر الخلابة على خلفية الغابات الكثيفة، والقمم الشاهقة، والطرق الجبلية المتعرجة، ما يضيف عنصرًا من العزلة والضعف إلى مأزق الشخصيات، مما يزيد من التوتر والتشويق في السرد.
رحلة جمالية
يوفر لنا الفيلم رحلة جمالية من خلال مواقع التصوير الخلابة في بولندا ولا سيما مدينة وارسو بشوارعها التاريخية، وساحاتها المزدحمة، إلى أفقها الحديث وعجائبها المعمارية.
توفر المناظر الطبيعية المتنوعة في وارسو خلفية آسرة بصريًا لجنون العظمة وعدم الثقة المتصاعد لدى الشخصيات. في بعض اللقطات السينمائية للمناظر الطبيعية، نشاهد منظرًا لأفق المدينة. وفي المقابل نشاهد الصراع الذي يدور بين حبيبين تحوّلا إلى عدوين.
هذا الفيلم هو رحلة مغايرة سواء بالمشاهد الخلابة والتاريخية لبولندا وجبالها الساحرة، أو بخصوص زوجين يتعاركان من أجل المال ويضحيان بسعادتهما واستقرارهما وسط هذا العالم الجذاب.