TRENDING
قصة الخلاف مع أم كلثوم كادت أن تقتل عبد الحليم

الكبار أيضاً يتخاصمون ويغارون حتى ولو كانت أسماؤهم تملأ الأرض والسماء.

من أكبر الخلافات التي عرفها الوسط الفني هو الخلاف بين كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والتي بقيت تأويلاته كثيرة وأسبابه متعددة.

وفي كل مرة نسمع عن أسرار لم يطفئها الموت رغم مرور عقود من الزمان على رحيل قامتين في الفن، صنعتا مجد الطرب وبقيت أغانيهما طازجة تتناقلها الأجيال.

خلاف استمرّ 15 عاماً

حكي كثيراً عن علاقة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ المتوترة والتي يشوبها الخصام والغيرة، ومنها ما نقل عن الصحافي الشهير صاحب مجلة "الموعد" الكاتب محمد بديع سربية، الذي روى تفاصيل الخلاف الذي استمر 15 سنة، ورحلت أم كلثوم قبل أن ترمم جسور العلاقة مع عبد حليم.

يقول سربية إنّ أم كلثوم كانت تدعم عبدالحليم في البداية لدرجة أنهما خلال سهرة الاسكندرية قالت له "تلاعبنى كومي يا ولد؟ فرد حليم وقال "منى حياتى إني ألاعبك يا ست ام كلثوم" وكسب عبد الحليم منها 5 جنيهات، وقال لها سوف أحتفظ بهذه الفلوس لأنها ستدخل إليّ السعد والخير.


سلوك حليم أغضب الست

ويذكر أيضاً أنّ العلاقة بين النجمين الكبيرين، بقيت جيدة وبأفضل حال حتى دب الخلاف في احدى الحفلات الخاصة لزفاف ابنة مسؤول كبير، وكانت ام كلثوم تجلس بكل وقار أمام الجمع في ذاك الحفل، وعندما دخل عبد الحليم حافظ اتجه نحو طاولة يجلس عليها الأطفال فراح يمازحهم ويلاطفهم، فهو كان يعتمد هذا السلوك المقرب من الأطفال من أجل الفوز بمحبة وقرب أهاليهم، -وكل ذلك حسب راي المصدر نفسه – هذا السلوك حافظ اثار غضب السيدة وظنت أن عبد الحليم يحاول تغافل وجودها وخطف الأضواء منها.

ولم تكن تلك هي الحادثة الوحيدة التي أججت الخلاف، أيضاً هناك حادثة 23يوليو وهذا الحادثة مذكورة في أكثر من مرجع وعند أكثر من راوٍ، ولكن هذه المرة نقلاً عن سربية نفسه اذ يقول: "معروف أنه يوم 23 يوليو من كل سنة تقام حفلة فنية كبيرة في نادي الضباط في الزمالك بحضور سيادة الرئيس، وجرت العادة أن تغني ام كلثوم في افتتاح الحفلة ومن بعدها المطربون المشاركون، ومن ثم تكون استراحة عشاء وبعدها تغني ام كلثوم وصلتها الثانية التي تمتد حتى 3 فجراً."


حفلة 23 يوليو

ويضيف سربية "في حفلة سنة 1963 وصل عبدالحليم إلى النادي وسأل احد المشرفين على الحفلة عن موعد فقرته.. فقال له سوف تغني بعد أن تنهي الست وصلتها الأولى، لكن عبد الحليم احتج وأراد أن يغني في الفقرة الثانية، فأبلغه المشرف أنه جرت العادة أن تغني ام كلثوم وحدها الوصلة الثانية، فما كان من عبد الحليم أن أصر على كسر القاعدة فرد المشرف "مثل هذه المسائل تحلها مع الست"، فذهب إليها في غرفتها وعرض عليها اقتراحه فردت بغضب وانفعال وقالت له: "البرنامج اتعمل خلاص .. والتغيير مش ممكن.."

واعتبر عبد الحليم أنّ هذا ظلم له خاصة وأن أم كلثوم سوف تغني لحن الأستاذ عبد الوهاب الجديد في وصلتها الاولى، ومن الصعب أن يستمع له أحد بعد ذلك، غير أن أم كلثوم أصرت على موقفها وقالت له: "اتصرف انا مش ممكن اغير معاد وصلتي الثانية"، فرد عليها حليم "طيب ايه رايك اختم الحفلة واغني بعدك؟" فردت ام كلثوم بغضب: انت حر.

وجرت العادة بحسب سربية، ان يغني الفنان دون أن يخاطب الجمهور ولكن عبد الحليم ليلتها خاطب الجمهور :"السيدة ام كلثوم والاستاذ عبدالوهاب خلونى اغنى في اخر الحفلة.. وهذا شرف.. ومش عارف هو شرف ولا مقلب؟".


تهديد حليم بالانتحار

وكان هذا التصريح الشعرة التي قصمت ظهر العلاقة بينهما، وسادت حالة الجفاء والقطيعة حتى جاء موعد عيد الثورة في العام التالي، ولم يكن اسم عبد الحليم على قائمة الفنانين الذين سيغنون وفهم حينها أن أم كلثوم طلبت استبعاده، فما كان منه الا ان ارسل برقية الى قيادة القوات المسلحة ورئاسة الجمهورية واصفاً نفسه بأنه فنان الثورة، وأنه سوف ينتحر في حال إبعاده عن الحفلة وبعدها تم ارضاءه بأن يغني في الحفلة التي ستقام في الإسكندرية يوم 26 يوليو.

والجدير ذكره هنا ان هناك حكاية أخرى تناقض هذه، وتؤكد بأن الخلاف والخصام رمم بين ام كلثوم وعبد الحليم في زفاف هدى عبد الناصر، حيث دخل عبدالحليم إلى الزفاف، قام بالاقتراب من أم كلثوم، وتقبيل يدها، ثم قال لها: «محدش يقدر يغني بعدك ياست، إنت المغني والأصل، لترد عليه أم كلثوم: «روح غني ياولد وبطل همبكة»، ليذهب العندليب راضيا، وتنتهي بذلك قصة الخلاف بينهما.

يقرأون الآن