في اليوم العالمي للمرأة، بالكاد نذكر أغانٍ عربية تمجّد المرأة، أو تدعوها إلى الثورة على التقاليد البالية، وإن وجدت، تكون موجّهة بطريقة تخلو من اللمعة والإبداع.
أما الأغاني التي تحتقر المرأة، فهي كثيرة، ومتجذّرة في صلب التراث الفني العربي، غنّاها أشهر النجوم، وتمّ تردادها دون الوعي بكلماتها المهينة، وصولاً إلى أغانٍ مستفزة أطلقها فنانون باحثون عن الشهرة، ولو عن طريق تهميش المرأة وإهانتها، آخرها أغنية هابطة بعنوان "إنتي معفنة" للمغنيين الشعبيين عمر كمال وحمو بيكا، قامت على إثرها نقابة المهن الموسيقية في مصر بتغريمهما لما تضمّنته الأغنية من إهانة للنساء.
"بين العصر والمغرب".. التطبيع مع العنف
أشهر هذه الأغاني أغنية "بين العصر والمغرب" وهي من التراث العراقي، أغنية تدعو بطريقة غير مباشرة إلى التطبيع مع العنف على قاعدة أنّ "ضرب الحبيب زبيب".
دلع النساء.. كيد وافتعال مشاكل
على الرغم من كم الغزل الذي تحتويه أغنية "دلع النساء" (شعر نزار قباني وغناء كاظم الساهر)، فإنّ الأغنية لا تخلو من افتراء على النساء عبر تعميم صفات النكد وافتعال المشاكل عليهن "الله من دلع النساء وكيدهن.. وفضلهن على افتعال المشكلات"
أنا مش أنانية.. تقاسم الرجل
عندما غنّت ميريام فارس أغنية "أنا مش أنانية"، كانت الرسالة لحبيبة تريد الرجل لها وحدها، غير أنّ ميريام في الأغنية تخيّره "حاول تختار بيني وبينها.. أحسن تظلمني وتظلمها.. جرّب تبقى معاها ولا معايا"، وتعاتبه "قاسم قلبك ليه نصين"، وتترك الخيار له هو.. ترضى أن يركنها جانباً ويختار الثانية، بينما كرامة المرأة في حالة الرجل المتلاعب بعواطفها تكمن في قطع هذه العلاقة، وتلقين الخائن درساً بدل توسّله.
جمهورية قلبي.. جمهورية رجعية
عندما أطلق الفنان محمد اسكندر أغنية "جمهورية قلبي" التي كتبها ابنه فارس اسكندر، اعتصمت جمعيات نسوية في بيروت مطالبة بسحب الأغنية من الأسواق. كلمات الأغنية ملتبسة، النية أنّ الرجل يريد لابنته وزوجته أن تجلس في منزلها كي لا تتعرّض للتحرش من المدير أو للمضايقات من زملاء العمل "نحنا ما عنا بنات تتوظف بشهادتها"، وتنفي الأغنية جو استعباد النساء عنها "عنا البنت بتدلل كل شي بيجي لخدمتها".
لم يجد الشاعر الغنائي فارس اسكندر لتكريم الأم طريقة أفضل من الطعن بالزوجة، من خلال المفاضلة بينهما في أغنية "إيه نعم" التي غناها ناجي الأسطا، وتضمّنت أقسى درجات الاحتقار للزوجة "إيه نعم عم حبها أكتر منك.. بتحطي راسك براسها بمحيكي من الدني".
يتوجّه ناجي في الأغنية لزوجته بالقول "بالحلا والحنية شو بتشبهيها"، تأكيد على أنّ الزوجة ليست سيئة، لكنّه لم يجد لتكريم والدته طريقة أفضل من الطعن فيها وبصورتها، وتحجيمها وإجراء مفاضلة لا تؤدّي إلا إلى النفور.