TRENDING
سلافة معمار بدور

سلافة معمار "سكر" في مسلسل ولاد بديعة شخصية تكرس سطوعها في لبس الأدوار الشيقة.

أخذت سلافة هذا الدور ولبسته في دهاليز العدم فخرجت معفرّة مغبّرة كالحة الملامح، تعبة كجبال هرمها الزمن.

صوتها يأتي حياناً محملاً بالأسى وحيناً مكوراً بالخوف بعد كل حلم بأمها. ترتجف عند مفاصل الضيق ثم تقف مستكينة باللهمة وشحذ ما تبقى من قوى خائرة. تتأهب كغصن ميت لامسه الندى فقاوم الموت وشد حيله.


هذا الدور على قساوته جميل. كل صورها تعلق في الذات كأن لها مسامير على جدران القلب.

نتعاطف مع انسانيتها المتخبطة وسط هويتها الضائعة. تحاول سكر أن تكون إنسانة خيّرة تشفق على صديقتها في السجن تحارب من أجلها تضحي بكل ما ملكت يداها لتعينها وتلم شملها وتخرجها من منحتها. لكن من يلّم شمل سكر؟

تسعى سكر بحفاوة قلبها أن تسترجع أخوتها وتكون منهم وهي المتروكة على قارعة الزمن فتاة لقيطة لا أم لها ولا أب.

صارعت الحياة بأظافرها فكانت رقاصة ثم تاجرة ثم سارقة ثم حالمة تريد زوجاً نبيلاً وطفلاً يعترف بها كأم وكامرأة لها سجل نقي.

أداء سلافة معمار بغض النظر عن القصة القاسية التي حولها وهي من ضلعها. إلا انها أدت قسطها فوق العلا ويمكن أن نقول من شخصيات رمضان المشوقة والملهمة لعام 2024.

لا تمر مشاهدها مرور الكرام على الرغم من بشاعة شكلها إلا انها غلفت البشاعة بالجاذبية، جعلت المشاهد يحتار في أمرها لماذا يحب تشذيب شعرها وثيابها البراقة أو حالها المهلهل في السجن.

استطاعت سلافة معمار أن تختم الذكاء لامرأة متروكة وأن تبصم بأنها سيدة يجب خشيتها وقادرة أن تخرج مثل الشعرة من العجينة عند كل مطب وتكون شخصية محفزة.


فهي المدعوسة بالّلهم والخوف، تعيش وسط نتانة الحياة وحولها فزع كبير وسجن أكبر. لكنها شجاعة في تقبل قدرها وفي مجابهتها وفي محاولة تنظيف نفسها.

قبلت سكر بمشيئة قدرها ودخلت السجن لتخرج منه نقية طاهرة لتبدأ من جديد. وسلافة معمار أوصلت الشخصية نحو شطآن بعيدة من الوضوح راكمت في هذه الشخصية تجربة نضرة سيقال عنها عندما مثلت دور سكر.

سكر هذه التي لا يوجد فيها شيء من الحلاوة سوى اسمها. هل يمكن في الحلقات المقبلة الأخيرة أن تلحس طعم الحلاوة وأن تذوق قليلاً من رأفة الحياة وتتقبلها كفرد نقي معذب حاول التكفير عن ذنوبه ويحتاج من يعترف به؟

يقرأون الآن