انتهى مسلسل 2024 بقفلة سعيدة مع لقاء سما "نادين نجيم" ولؤي الديب "محمد الأحمد" على الحب بعد معاناة طويلة ومخاطر عاشها الثنائي معاً في مطاردة الغول أكبر تاجر مخدرات.
هذا العمل المؤلف من 15 حلقة في الجزء الثاني من رمضان. واستطاع ان يحجز لنفسه مكانة لدى المشاهدين. خاصة وأن الجزء الأول حقق نجاحات باهرة بثنائية نجيم وقصي خولي.
بدا هذا الجزء منفصل عن الجزء الأول لولا بعض الشخصيات وتكريس جزئية محاربة تجار المخدرات لكن هذه المرة من باب الأخذ بالثأر بعد أن قتل الغول والد لؤي.
السياق العام للعمل أتى كأنه فيلم أكشن طويل أكثر منه عمل درامي قائم على النص والحوارات. فقد بدا النص مترهلاً لصالح تصوير مشاهد القتال والمطاردة الذي كانت سما بطلته.
قادرة نادين نجيم على شرب دورها بسلاسة وتقديمه بصيغة ملفتة. والثنائية مع محمد الأحمد جاءت ملفتة خاصة في نظرات الحب والوئام التي جمعت بينهما دون أن يكون هناك حوار ينم عن ذلك. بقي الحب مستتراً ودفيناً لكنه يفوح كعطر بينهما ويجمع كيمياء التواصل كوهج يمكن ملاحظته دون لمسه أو تجسيده.
طوال العمل رضخت سما للؤي في كل مطالبيه بعد خطفها وتهديدها بابنتها وساعدته في القضاء على الحوت وقضت محكوميتها في السجن بعد أن قتلت زميلها الضابط في العمل عن طريق الخطأ أثناء مطاردتها من قبل خاطفيها.
تأتي النهاية تتويجاً لكل السياق الذي مرّ من تآزر بين الأبطال. فسما لمحت إن لؤي مختلف ولا يريد حياة والده وسط تجارة الممنوع. وهو ووجد فيها صدقاً ونقاء وجاذبية طوقته بأنوثتها المترامية بين الشجاعة والرقة والجمال.
حقق لؤي هدفه في الانتقام وهي حققت مطالب رئيسها في العمل بالإيقاع برجل خطير مطلوب من قبل السلطات. لينتهي العمل بانتصار القلب والنوايا الحسنة ويجتمع البطلين في مسيرة حياة جديدة خاصة بعد رفض لؤي أخذ كرسي والده الذي طالما كان ضده.
لا يمكن أن نتغافل عن دور كارمن لبس "رسمية " التي أظهرت فيه ملامح شخصية رقيقة وعذبة وإنسانية خاصة اتجاه ميرا "تالين أبو رجيلي". وكانت المشاهد التي تجمعهما من أجمل مشاهد العمل. حيث يتعانق الخاطف بالمخطوف ويخاف عليه ومستعد للتضحية من أجله.
هذا النقيض الجميل هو من أبهى صور هذا الجزء. بحيث استطاعت القديرة كارمن لبس أن تخطف القلوب بدورها القاسي والحنون وبتناقضها الذي يظهر دواخلها الطيبة.
وتالين تعتبر ممثلة رفيعة المستوى بالرغم من صغر سنها وقادرة أن تعبأ مكانها كحرفية يحسب لها حساب في الدراما.
