TRENDING
كحورية من جمر.. ميريام فارس تزلزلها على مسرح الفن

ميريام فارس في كليب "تزلزلها"

في جديدها "تزلزلها"، أطلّت ميريام فارس بالأحمر على إيقاع الطبول وتصفيق الأكف. عارية كحورية من جمر، ملتهبة في ظلال الأحمر، تتماوج كحممٍ فوق منصة بركان، ترقص كمعذّبة، منتفضة كغجرية.

ميريام فارس تقدم عرض الجنون، ترقص حتى يُخايل لك أنها آتية من فضاءٍ ناري. تتمايل كأنها بلا مفاصل، تلهب الجو، تآزر راقصين وراقصات في جوٍ من الغمام، يظهر شيئاً ويخفي أشياءً. التصفيق موسيقى، الدوس بالأقدام موسيقى. موسيقى الحب وموسيقى الرفض عندما تعشق المرأة بكل ما ملكت نفسها.

أغنية تحدّث المخيّلة بحديثٍ خافقٍ، تحكي كلمات من غابر الزمن، تقرع موسيقى أقدم من القدم. تأتي كأنّها من الأمس لا حدود لمكان ولادتها، ولا زمان يحوي سر انطلاقتها.

تزلزل المكان فعلاً تشقه بين العين والأذن. تنتصر الرؤية. تصبّ دفق نارها على المسرح تتحرك كألسنة اللهب. يتحرّك الجمهور اشتعالاً. كل هذا فن.

يطيب لنا هذا الاستعراض المستعصي الذي لم يكن له أربابه في هذا الشرق سوى هي. قد نجد مثلها حول العالم، قد تقارع بيونسيه أو شاكيرا لكن هنا لا أحد يقارعها.


علينا أن نعترف بهذه الموهبة التي لا تشبه سوى نفسها ولا تتعارض مع سواها. هي على مسرحها ملكة. تقدم فناً للعين وعلى إيقاع السمع تتحرك. ترفع جو الإبهار للذروة، تتمايل كأنها مصابة بالخدر لا شيء حديث سوى هذه الإضاءة التي تشي بكل أفكار المخيلة... فرح حتى النشوة، طاقة ممدودة من عرق أخضر حتى صرير الوهج.

ميريام في "تزلزلها" ليست كما سبق وزلزلتها. النضج أخذ مكانه، الشبق كان عالي الوتيرة. الخبرة جعلت من مسرحها الحي قوة. صلبة في خياراتها. جريئة في طرحها. تكسي نفسها كالعراة، تغني وتتحرك وتتدلل وتنتفض على مرأى من الجميع، لا تخاف السقوط، لا تأبه لكعبها العالي، لا تعير أصحاب الألسن اهتماماً.


تقدم ما في بالها بعقلية الـ"nerd" لا يهمها ما سترمى به. تسجل موقعاً وتمضي. لها عالمها الخاص تتشاطره مع محبي الصنف خاصتها.
هذا الصيف لها بين "الساحل الشمالي" مع محمد منير و"تزلزلها" على مسرح "الجيمرز" في موسمه الثامن. تدق حجرين في حائط لا يشبه أحدهما الآخر، سوى أنها تصنع التفرد وتنقش لوحة فنها كما يحلو لها. والنتيجة تصفيق وتمايل وعين مأخوذة بسحر الأداء.


يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Hawacom TV (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق أحكام قانون حماية الملكية الفكرية

يقرأون الآن