يسألني كثيرون لماذا تحظى سارة زكريا بكل هذه الشعبية؟ أنا الصحافية التي أعنى بشؤون الفن أجيب "ومن هي سارة زكريا؟ لم أسمع بها من قبل".
لكنّ سارة التي عرفت أنّها ذهبت إلى المحروسة، وهناك على المسرح قدّمت فنّها فأحيلت إلى التحقيق، دفعتني إلى البحث والاستماع والتحليل لأعود برأي لا يؤكّد سوى المؤكّد.
"إن لم تستحِ فافعل ما شئت"، مقولة تصح في البيت والشارع والوطن والفن وفي كل سانحة من سوانح الحياة.
الوقح قادر أن يتربص بك بعين مفتوحة، ويجرك إلى خطابه الهابط وأفعاله المقيتة طالما الباب مفتوح والتعاطي قائم.
للوقاحة ستر واحد هي قفل الأبواب والشبابيك، الوقح لا يهاب المذلة ولا يخشى العيب. عيب البيت تستره بوجع وبغصة تحمله أينما حللت.
عيب الشارع تتفاداه بغض الطرف وغسل الرأس والمشي بحذر على الرصيف المقابل.
عيب الوطن يكسرك ويجعل منك مواطنا درجة عاشرة، تعيش تعباً وتموت هماً. وعيب الفن هو الأسهل ترميه في أول سهلة مهملات، حتى قبل أن يقترب منك.
جماهيرية العيب "الفني " ليست قليلة، فالعيب ملفت ومثير للحشرية. فهذا الذي يحب أن يتلصص على العيب ثم يشتمه، وذاك الذي يقاربه من باب الهزء به وجعله تسليته. وقلائل من يجد فيه ضالته.
جماهيرية الفن الهابط ليس بالضرورة أنها تحترم ما هي واقعة فيه. فهي تقترب ثم تلعن. تسمع ثم تسخر. ترى ثم تزدري. والفن الهابط لا سيما في الغناء سعره رخيص وهو بمتناول الجميع، ولا يذهب اليه سوى الباحث عن المتعة الرخيصة والسمع المرمي فوق طاولات السُكر والعربدة. البطون "المدلوقة" لها دلالتها. الحركات الشائبة لها صياديها. الكلام السفيه يثير النفوس المنحلة.
ففي كل زمن هناك أصوات هابطة وأداء هابط وهؤلاء يسقطون عند أول شتوة. وصياحهم لا يعمر سوى على مزابلهم.