كريمة لطيفة التونسية على فنّها، تطلّ بثلاث أغنيات مع كليباتها في هذا الصيف، وتباعاً تطرح أغنيات ألبومها الذي يحمل اسم "لطيفة 2023". وتعد جمهورها بطرح مفاجأة جديدة مع الموسيقار زياد الرحباني، الذي تتعاون معه في ألبوم جديد.
لم تخبُ همة لطيفة فما زالت تشدو الفرح وتشدّ الخطى نحو الرقص. وما أغنية "مونامور" سوى فرح منثور بطاقات إيجابية، تنطلق بها من شواطئ الريفيرا الفرنسية إلى كل عاشق يهوى الحياة ويستطعم بها كحبة الشوكولا.
مشجّعة هذه الأغنية الإيقاعية ومغمورة بالشقاوة. روح الأغنية تنسجم مع الكليب الراقص وجملة الناس الذين شاركوا من كل الأعمار بحفل الفرح التي أرادته لطيفة جواً من الأمل والتفاؤل وحقّقت مرادها. الأغنية تصنع جواً وتذهب بنا نحو الضوء والحياة (من كلمات أحمد مرزوق وألحان محمد يحيا).
لطيفة لا تدخل مدخلاً إن لم تكن فيه سيدةً مسموعة. فهي المتميزة منذ البدايات متوّجة بالتفوّق يوم حملت شهادتها الأولى في الموسيقى، ويوم سمعها عبد الوهاب ونصحها أن تبخّر صوتها. ويوم قدّمت فيلماً سينمائياً وحيداً كان مع الكبير يوسف شاهين. تعاونها الفني يشهد على أنها لا تعمل على نار حامية بل دوما تعمل بتأنٍ. تختار وتدرس خطواتها وتشد نفسها نحو الأمام وتريد التميّز.
"ناس كتير" أغنية لها رسالة توجّهها لطيفة إلى كل جاحد و(موَجْهن) بالبراءة وهو متلبس بالسوء.
خلي بالك
من اللي يبعد وقت ضيقة
واللي ما يقولش الحقيقة
واللي باع غيرك
وبعد يومين حكالك
تصوّر هذه الأغنية كأنها فيلماً سينمائياً قصير على شواطئ العين السخنة. فالحبيب يعيش عبثه مع رفاقه وناسه ونسائه ثم يأتي ليبرّر أفعاله. لطيفة تغني لتفضح الكاذبين وصوتها لا يزيح بل تشعلها حرباً ضد هذا السلوك المهين.
هذا التنوع في الألبوم يفتح للطيفة ساحات الغناء أمام كل الأذواق والأعمار والمشارب. فهي تريد أن تصيب الجميع. تغني للفرح والعتاب والتأنيب.
أما أغنية "طب أهو" فهي من نوع آخر، إنها أغنية التحدي والقوة وإقفال الباب أمام من يخون ويتمرد ويشرد.
"أنا بعدي عنك زادني جمال". تنتفض فيها لطيفة على كل من يخونها وترتدي الإشعاع وتذهب في حال سبيلها نحو حياتها. هي أغنية لكل مكسور وعليه أن يقف ويُكمل حياته. لكل سيدة شعرت بالغبن عليها أن تنفض عنها غبار اليأس وتتجمّل وتكمل سيرها. تصورها لطيفة وهي بكامل حيويتها وكبطلة تنتشل نفسها من علاقة مريضة نحو السعادة.
الألبوم ما بعد الثلاثين توضّبه لطيفة بكل ما ملكت يداها من اهتمام. تنويع وأفكار وكليبات لتبقى حاضرة متألقة مع خبرة السنين.