يُثير انسحاب النجوم من الأعمال الفنية في العادة استياء محبيهم الذين يترقبون ظهورهم في أعمال مؤثرة. لكن هذه القرارات لا تؤثر على مسيرة الفنان وحده، بل تطال سمعة العمل الذي ينسحبون منه، وتنعكس على نسبة نجاحه، بفعل تضامن الجماهير مع النجم أو غضبهم منه بعيد اتخاذه لهذا القرار.
فالمتابعين يبحثون عن السبب والدوافع في مثل هذه القرارات التي يتخذها النجوم، خصوصًا عندما يؤثر خروجهم على مسار العمل. وهو ما يدفع بعض المشاهير لاختلاق الأعذار والحجج الواهية لتبرير انسحابهم من عمل معين، منعًا للجدل وحرصًا على إبقاء العلاقة طيبة مع شركات الإنتاج وصنّاع المسلسلات والأفلام.
وعلى سبيل المثال، أوقع الفنان فتحي عبدالوهاب الجزء الخامس من مسلسل "المدّاح" بأزمة البحث عن "جنّ" جديد بعيد إعلان انسحابه الذي تعددت الروايات حول أسبابه. فيما كان الفنان السوري قيس الشيخ نجيب واضحًا بإعلانه الصريح عن سبب انسحابه من بطولة مسلسل "قناديل العشاق" الذي تشارك فيه الفنانة اللبنانية سيرين عبدالنور ويخرجه سيف الدين السبيعي، كاتبًا عبر حسابه على إنستغرام "قررت الانسحاب بعدما وصلتني أخبارًا تؤكد استياء بعض زملاء المهنة من عودتي للتصوير في دمشق كوني اعيش خارج البلد."
وكان النجم خواكين فينيكس قد واجه أزمة وصلت لحد مطالبة مجتمع الميم بمعاقبته في هوليوود، وتمنوا على المنتجين حظره من المشاركة في الأعمال الفنية لفترة من الزمن، بعد انسحابه من كادر فيلم تود هاينز الذي يخصّ المثليين قبل 5 أيام من بدء تصويره في المكسيك.
في ذات السياق، رصدت المواقع التركية مؤخرًا تناقضًا بين الحجة التي قدمتها الممثلة سيلين تركمان للانفصال عن مسلسل شراب التوت لإكمال دراستها، وانضمامها السريع لأسرة مسلسل التوت الأسود.
وتكرر الأمر مع إعلان النجمة موجدة عثمان انفصالها عن مسلسل شراب التوت بحجة إصابتها بمتلازمة "الإرهاق المزمن" واحتياجها للراحة، وإعلانها اللاحق عن مشاركتها في بطولة مسلسل حب زواج طلاق.
أمام هذه الوقائع لا بد من سؤال: هل يخشى النجوم تداعيات قراراتهم حين يبررون انسحابهم من أعمال فنية بحججٍ واهية؟ ولماذا يتجنبون في الغالب إعلان السبب الحقيقي لانسحابهم من الأعمال؟ هل تصبّ مخاوفهم في خانة القلق على سمعتهم واتهامهم بالمزاجية ما قد يحرمهم من عروض لأعمال جديدة؟ أم أنهم يحبون تجميل صورتهم أمام المتابعين؟