ولدت ليليان كوهين "كاميليا"، في 13 ديسمبر/ كانون الأول 1919 في مصر، وكانت والدتها أولجا أبنور بريطانية الأصل، بينما هوية والدها محاطة بالغموض.
وتعددت الروايات حوله، فبعض المصادر تشير إلى أنه كان مهندساً فرنسياً رفض الاعتراف بها، بينما تشير أخرى إلى أنه كان تاجراً بريطانياً غادر مصر قبل ولادتها بعد خسائر مالية كبيرة. تبناها زوج والدتها، فيكتور ليفي كوهين، تاجر ذهب يهودي من أصل يوناني، وأعطاها اسمه، مما جعلها تُعرف لاحقاً باسم كاميليا.
بدأت كاميليا مسيرتها الفنية في سن السابعة والعشرين عندما اكتشفها المخرج أحمد سالم. كانت تتمتع بجمال لافت، لفت أنظار الوسط الفني وجعل منها نجمة في وقت قصير. ظهر تألقها الأول في فيلم "القناع الأحمر" للمخرج يوسف وهبي، وسرعان ما أصبحت واحدة من أشهر نجمات السينما المصرية، متصدرة قائمة أعلى الأجور في ذلك الوقت. خلال مسيرتها التي لم تدم سوى ثلاث سنوات، قدمت مجموعة من الأفلام التي تركت بصمة في تاريخ السينما، من بينها "الكل يغني"، "خيال امرأة"، و"الروح والجسد". كما شاركت في مسرحية "خطف مراتي".
كانت قبلة طويلة بين كاميليا ورشدي أباظة في أحد أفلامهما الإيطالية بداية لقصة حب عميقة ومؤثرة. في أول يوم تصوير، شهدت الكاميرات قبلة طويلة بينهما، والتي أظهرت عمق مشاعرهما المتبادلة. بعد انتهاء التصوير، دعت كاميليا طاقم العمل إلى سهرة في شقتها، حيث توطدت العلاقة بينهما بشكل أكبر. خلال هذه السهرة، تبادل الثنائي حوارات ومناقشات طويلة، وانتهت برقصة رومانسية، مما عزز مشاعرهما تجاه بعضهما.
عاشت كاميليا علاقة عاطفية مع الفنان رشدي أباظة، الذي تعرفت عليه أثناء تصوير أحد الأفلام. هذه العلاقة كانت بداية لمأساة شخصية لأباظة، الذي انهار تماماً بعد معرفته بخبر وفاتها. كانت كاميليا قد دعته إلى شقتها في إحدى ليالي التصوير، وهناك بدأت قصة حبهما التي أثرت على حياة كليهما بشكل كبير. لكن هذا الحب واجه عقبة كبيرة، وهو الملك فاروق، الذي وقع في غرام كاميليا بعد رؤيته صورها على أغلفة المجلات. كانت علاقة الملك بكاميليا معقدة، ويقال إنها كانت تسعى لإيقاعه في شباكها.
في 31 أغسطس/ آب 1950، توفيت كاميليا في حادث الطائرة المدنية المصرية "ستار أوف ماريلاند"، المتجهة إلى روما. سقطت الطائرة في الحقول الزراعية بالقرب من محافظة البحيرة، ووجدت جثتها نصف متفحمة بين الركاب الآخرين. كانت تلك الحادثة الأولى من نوعها في مصر، وقد أثارت الكثير من التكهنات حول أسبابها. البعض قال إن الحادث كان مدبراً من قبل الملك فاروق، الذي أراد التخلص منها بعد اتهامها بتسريب معلومات حساسة، بينما ذهب آخرون إلى أن الحادث كان نتيجة مؤامرة دبرها الموساد الإسرائيلي بعد تجنيدها للتجسس على الملك فاروق خلال حرب 1948.
تلقت الصحافة في اليوم التالي نبأ مصرع كاميليا، وكان أباظة في حالة من الصدمة والانهيار بعد سماع الخبر. دخل في غيبوبة متكررة، حتى أنه طلب من والدته شراء شقة كاميليا بكل ما فيها ليحتفظ بذكرى حبهما. حياة كاميليا، وإن كانت قصيرة، كانت مليئة بالنجاح والشهرة، ولكنها انتهت بطريقة مأساوية وغامضة، تاركة وراءها العديد من الأسئلة التي لم تجد إجابات واضحة حتى اليوم.