أثار النّجم ناصيف زيتون حفيظة الجمهور بعدما تعاون مع النجم التونسي مرتضى فتيتي في الدّيو الأخير الّذي جمعَهما تحت عنوان "يا سيدي إنسى"، والّذي حطّم الأرقام القياسيّة واستطاع أن يتربّع على القوائم الموسيقيّة، لنكتشفَ أنّ فتيتي، النجم الأول في تونس، هو من القلائل الذين استطاعوا أن يُثبتوا أنفسهم في وقتٍ قصير كأحد أبرز الأسماء على الساحة الفنية، مواصلاً تقديم أعماله الفنية المُبتكرة، دافعاً حدود الفن في تونس والعالم العربيّ نحو آفاق جديدة، وعاملاً على توسيع قاعدته الجماهيريّة، حيث بدأت هذه القاعدة تزدادُ نموّاً وتوسُّعاً بشكلٍ فائق السّرعة، ممّا يعكسُ نجاحَه الكبير في جذب اهتمام واستقطاب الجماهير. على سبيل المثال، حصدت أغنيته بعنوان "2000 كتاب" أكثر من 44 مليون مشاهدة، بينما حقّقت أغنية "شدّة وتزول" أكثر من 29 مليون مشاهدة عبر تطبيق "يوتيوب". وفي رصيد فتيتي عشرات الاعمال الفنيّة التي حصدت أرقاماً مرتفعة جداً، ومنها، أغنية "يا ليل"، "رايدة"، "أمان أمان"، "بابا" و" ما سمعوا كلامه".
وكانت آخر إصداراته الفنّيّة، الدّيو الغنائيّ الّذي جمعَه بالنّجم العربيّ ناصيف زيتون بعنوان "يا سيدي إنسى"، الذي كتب كلماته بنفسه.
الديو الشهير استطاع أن يخترقَ القوائم الفنّيّة ويحجزَ مراتب متقدّمة عبر المنصّات الموسيقيّة، مُحقّقاً حتّى اللحظة عبر تطبيق الموسيقى العالميّ "يوتيوب" أكثر من 6 ملايين مشاهدة، ولا يزال يحتلّ التراند في عدد من البلدان بعد اكثر من عشرة أيامٍ على طرحه. وحتّى الآن، نال فتيتي قُرابة الـ250 مليونَ مُتابعة عبر يوتيوب، واقترب من المليون مُتابع على "إنستغرام". وعلى الرّغم من الشُّهرة الواسعة الّتي حقّقها، لم يؤثّر ذلك على شخصيّته أو طبيعته، بل تمسّك مرتضى بتواضعه.
وبعيداً من لغة الأرقام، حقّق الفنان التونسيّ نجاحاً باهراً بعدما أَحيا عددًا من الحفلات النّاجحة التي استقطبت جمهورًا واسعاً من مختلف الأعمار ضمن فعاليات مهرجانات باجة الدولي وقرطاج ودقة وام الزين وبو قرنين، وشارك أيضًا في حفلة إكسبو دبي عام 2022، وافتتح مهرجانَي بو قرنين الدولي والزهراء.
فتيتي نجح ومن خلال قدرته على دمج أنماطٍ موسيقيّة مُتنوّعة في خلق نمطٍ مميَّزٍ خاصٍّ به، ممّا جعله يُحقّق شهرةً ونجاحاً ملحوظاً في الوسط الفنّيّ، فأطلق مجموعةً من الأغاني، قدّمها بإيقاعاتٍ غربيّة مثل الجاز والريغي، وحصد من خلالها ملايين المشاهدات. فمرتضى يكتبُ أغانيه ويُلحّنها، مُبرّراً اختياره هذا بالقول إنّ اللّحن هو النّصّ الشعري بحدّ ذاته، حيث يسبقُ اللّحن الكلمة وإيقاعها. فبالنّسبة إليه، ينطلقُ الإبداع من اللحن للوصول إلى مضمون الكلمات. ويعتبر أنّ أغنياته تتميّز بعمليّة متقنة لتقطيع إيقاع الكلام وصياغة النص، ممّا يجعلها لافتة ومميّزة في عالم الموسيقى.
مرتضى أكّد في أكثر من مُناسبة، أنّ الأغنية لم تعُد مجرّد لحن وكلمات، بل أصبحت ترجمة فنيّة لتخطيط إداريّ واستراتيجيّ. وإذ يُؤكّد أنّ أيّ شيء غريب يخرج عن المُعتاد يستهويه، يعتقد أنّ الفنّان هو مُحوّلٌ للطاقة، سواء كانت سلبيّة أو إيجابيّة.
ويُعوّل مرتضى في أكثر من لقاءٍ صحافيّ، على الأغنية العربيّة، التي باعتباره، يجب أن تتطوّر وتخرج من قوقعتها، وتنتشر بشكلٍ أكبر لتواكبَ التطورات العالميّة.