رحل إبراهيم مرعشلي في مثل هذا اليوم من عام 2004 عن عمر ناهز 67 عاماً. ترك خلفه إرثاً لا يمحوه زمن. عرفته في مقهى كافية دو باري في شارع الحمرا. آخر مكان جمع رواد الفكر والفن قبل أن يرحل أيضاً ويتغير وجه الشارع الطويل ووجه الوطن.
كان رحيله مباغتاً، إذ أصيب بجلطة في الدماغ بقي على إثرها شهرين في العناية الفائقة في المستشفى يصارع الموت، أعلن الأطباء حينها وفاته سريرياً لكن قلبه استمر في الخفقان، ليتوقف بعد ذلك واضعاً حداً لغيبوبة دامت شهرين.
الشاب الحلم
دمث في لقائه أنيق في حضوره كما هو على الشاشة تماماً، سمته التواضع وتلك الابتسامة التي لا تفارق وجهه. عرفناه ذاك الفتى اليافع المتمنطق بالفصحى في مسلسل "الأسيرة "، فكان الحلم في مخيلة الصبايا المتفتحات على الحياة وسمات الرجولة. هذا العمل الذي بث لأول مرة في نهاية سبعينيات القرن الماضي إلى جانب هند أبي اللمع وإحسان صادق وميشال ثابت.
من الدراما إلى الكوميديا
إبراهيم مرعشلي الفنان المخضرم، أتقن الدراما الجادة بالعربية الفصحى فعمل مع نهى الخطيب سعادة ونادية حمدي وهند ابي اللمع في مسلسلات درامية، ثم انتقل إلى الكوميديا التي برع فيها وما زالت مسلسلاته تلقى رواجاً حتى يومنا هذا لا سيما "المعلمة والأستاذ " مع هند أبي اللمع وليلى كرم.
في عز الحرب عندما كان الوطن مشرذماً كان إبراهيم مرعلشي جامعاً. استطاع أن يقيم ثنائية المرح وخفة الظل مع فريال كريم في مسلسل " إبراهيم أفندي". فطبع في أذهاننا أنه كوميدي من الدرجة الأولى.
رافق مرعشلي نهضة تلفزيون لبنان منذ الستينيات وكتب له النجاح منذ بدايته. له مسلسلات مثل " برج الحب " ،"سكرتيرة البابا " ، "الليل الطويل" ، "أيام الدراسة" "يا مدير"، " مسرح الفكاهة ".
مسرحي مخضرم
قدّم العديد من الأعمال في السينما اللبنانية والمصرية أيضاً، مثل «عنتر يغزو الصحراء» عام 1960، و«بدوية في باريس» عام 1964، ثم اتجه إلى المسرح عقب تأسيس حسن علاء الدين للمسرح الوطني، وقد لاقى إبراهيم شهرته الحقيقية في المسرحيات مثل "شوشو والمليون وفندق السعادة". "شوشو في صوفر".
"عدس وكافيار" "حيط الجيران" "وصلت لل 99" "ستوب مدرسة بوب" ، "الكاوبوي مر من هنا".
مؤلف وكاتب
بدأت موهبة التأليف تظهر عنده فقد كان يمتلك أفكاراً تصلح لأعمال فنية، كتمثيليات كوميدية ومسلسلات ومنها «المعلمة والأستاذ» مع هند أبي اللمع، و"كابتن بوب " وقد نجح كثيراً بهذا الدور. كتب أيضاً مجموعة من الأعمال المسرحية التي حملت اسمه، وشارك في العديد من المسلسلات الكوميدية في تلفزيون لبنان، كما قدم العديد من البرامج والأفكار في محطات تلفزيونية عدة. وكان يؤلف الأغاني فقد أعترف ابنه طارق في احدى اللقاءات بأن أغنية "لاقيتك والدنيا ليل" لعصام رجي من تأليفه.
مقدم برامج
قدّم الكثير من البرامج أبرزها: "أغاني ومعاني" في مطلع الثمانينات فشكّل ثنائياً ناجحاً مع الممثلة رولا حمادة، وسلّط من خلاله الضوء على يوميات زوجين في إطار كوميدي لينتهي باستضافتهما شخصية فنية تحاول زرع الصلح بين الطرفين.
حياته الخاصة
تزوّج إبراهيم مرعشلي مرتين، كانت الأولى من الممثلة السورية ناهد حلبي وأنجب منها ابنه طارق مرعشلي، أما الزيجة الثانية فكانت من غادة ميقاتي، التي له منها ابنتاه ليال ولمى وأصبحت هذه الأخيرة ممثلة معروفة الآن.
برحيله انطوت حقبة من الزمن الجميل، أعاطها إبراهيم مرعشلي أعمالاً ستبقى في الذاكرة والوجدان وتتناقلها الأجيال.