TRENDING
ميادة الحناوي.. لم يظهر أحد ليرث تركتها

ميادة الحناوي خلال حفلها في جدة

ميادة الحناوي مطربة كل الأجيال..

باتجاه بيروت حطّت، فشغلت المحبين، وصارت عناوين، معيدة حياة الطرب إلى كل العاشقين. ليلة واحدة كانت كفيلة أن ترش صوت الحنين والأصالة. ثم إلى جدة هناك وقفت كفراشة تحيي الزمن الجميل.


من حفل ميادة الحناوي في جدة

آخر الأصوات

ميادة الحناوي آخر الأصوات المعتّقة بالطرب، سفر صوتها من دمشق نحو لبنان والسعودية يعيد الذاكرة إلى "كان يا ما كان"، ونعمة النسيان"،" ومش عوايدك".

صوت ذاع في الثمانينيات فوصل العالم العربي كلّه يردّد أغانيها.. "حبينا واتحبينا"،"أنا بعشقك". وبقي هذا الصوت مشتهى، إن غاب شعرنا بالفقدان وأن حضر جلب معه كل الأشواق.

ميادة الحناوي لا تشبه أحداً، فعذوبة صوتها تغسل كل نشاز في الأسماع. هي الوحيدة بين أبناء جيلها التي أبقت عمارة الغناء مرتفعة ومتفرّدة. هي الوحيدة التي مشت بنسق الخلود، تعيدنا إلى الأمس وهي تبني الحاضر. تسمعنا الآن وهي تغرف بصوتها اللامع من كنوز الماضي.

هذه الجبلة التي تميزت بها "مطربة الجيل" ومطربة العاشقين، هؤلاء العاشقين الذين لا يرويهم إلا النغم المحفوف بالروح. وهي أعطت هذه الروح أغنية فصارت في كل قلب وعلى كل لسان.

يوم ظهرت ميادة الحناوي كانت الساحة الغنائية بدأت تفتح شطآن جديدة قوامها السرعة والاستهلاك والضجيج. فأتت هي بصوتها النقي الممسوح بالفرح القادم من عمق الشجن المغموس بالطرب، سكبت كل ذلك بكأس واحدة ورشتها على الأسماع فاستفاقت. صوت فيه امتداد الأمس وخارطة الحاضر التي لا تمحى. فكانت ميادة آخر مدرسة في عالم الطرب لم يظهر أحد ليرث تركتها وباتت آخر فرس في ميدان الأصالة.


تكريم ميادة الحناوي خلال حفلها في جدة

اللعب مع الكبار فقط

ليس غريباً أن تنفذ بطاقات حفلها في بيروت قبل أيام من الحفل، وليس كثيراً أن يصغي الليل في جدة لصوت الآهات وهي تغني. هي ليست مجرد صوتٍ جميلٍ ووجه مشرق، وعينين زرقاوتين باتساع البحر، وشعر أحمر كدمى الأطفال. هي حالة تضافر في العمل معها كبار الملحنين من رياض السنباطي الذي قال "أنا بدأت مع أم كلثوم وأنتهي مع ميادة". تعاملت مع كبار آخرين في مصر على رأسهم الفنان الكبير محمد الموجي الذي أطلقت معه أولى أغانيها، ما أغضب الموسيقار محمد عبد الوهاب فسحب منها أغنية «في يوم وليلة» لتذهب للفنانة وردة، وتعاملت ميادة أيضاً مع العباقرة محمد سلطان وحلمي بكر، ولكن كانت انطلاقتها الكبرى مع الموسيقار بليغ حمدي.

أما أغنية "نعمة النسيان"، فهي من ألحان الفنان عازف الأكورديون فاروق سلامة، الذي كان يعزف في فرقة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وهو شقيق الملحن جمال سلامة.

بعد رحيل الأب الروحي لميادة بليغ حمدي الذي وهبها آخر لحن له «عندي كلام» من كلمات الشاعر عبد الرحمن الحوتان، بدأت ميادة في تغيير جلدها الفني بالتعاون مع الجيل الجديد من الشعراء والملحنين مثل الموسيقار سامي الحفناوي في ألبوم «غيرت حياتي» الذي شكل بداية غناء ميادة للأغاني الطربية القصيرة.

توالى بعد ذلك تعاونها مع الملحنين الشباب ومنهم صلاح الشرنوبي الذي أطلقت معه "أنا مخلصالك"، و"مهما يحاولو يطفو الشمس"

وحرصت ميادة على التعاون مع الملحنين الكبار الذين قدموا لها أجمل الألحان إلى جانب الشباب وأطلقت مع محمد سلطان ألبوم «هو مش أنا» ومع الموسيقار عمار الشريعي «متجربنيش» ومع الموسيقار الكبير خالد الأمير الذي عاد للساحة الفنية عام 1998 مع ميادة بألبوم "أنا مغرمة بيك".

في عام 1999 صدر ألبوم «توبة» لميادة الحناوي من ألحان الموسيقار صلاح الشرنوبى وغابت بعدها ميادة لأسباب شخصية.

كما في الحياة كذلك في الفن من الصعب أن نعيش بلا صباح. وعندما تعود الينا ميادة يعود معها الصباح. فصوتها النقي كالفجر الطري كالندى يبشر بيوم جديد وشمس جديدة يبدد كل ظلمة وينشر الأمل.

يقرأون الآن